الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 12/4/2017

سوريا في الصحافة العالمية 12/4/2017

13.04.2017
Admin



إعداد مركز الشرق العربي
 
 
الصحافة البريطانية
 
 
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/4/11/التايمز-هل-يساعد-بوتين-في-استبدال-جزار-دمشق
 
 
 
http://arabi21.com/story/997768/الغارديان-كيف-يعقد-غموض-موقف-واشنطن-مهمة-أوروبا-بسوريا#tag_49219
 
 
 
http://www.all4syria.info/Archive/401966
 
 
 
http://www.kolakhbark.net/arabic-news/article-549542
 
 
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/21252283/ماذا-جرى-في-خان-شيخون؟
 
 
http://www.hdhod.com/التايمز-البريطانية-على-روسيا-تحمل-مسؤولية-أفعال-الأسد_a74304.html
 
 
http://www.addiyar.com/article/1344332-تلغراف-اميركا-تدعم-تغيير-النظام-في-سوريا
 
 
http://arabi21.com/story/997541/الغارديان-لماذا-لن-يتخلى-بوتين-بسهولة-عن-دعمه-للأسد#tag_49219
 
 
http://www.islamtoday.net/ein/artshow-15-237699.htm
 
 
 
http://arabi21.com/story/997555/كيف-علق-نجل-ترامب-على-الضربة-الأمريكية-بسوريا#tag_49219
 
الصحافة الفرنسية والالمانية :
 
 
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/21252287/«مسلخ»-صيدنايا-في-تقرير-منظمة-العفو
 
 
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/21252284/ماذا-وراء-الهجوم-الكيماوي؟
 
 
http://arabi21.com/story/997713/فيلت-ما-هي-تداعيات-الاتفاق-الروسي-الإيراني-بشأن-سوريا#tag_49219
 
الصحافة الروسية :
 
 
http://www.irakna.com/2017/04/12/صحيفة-روسية-أين-ستسقط-صواريخ-توماهوك-ا/
 
 
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/21252282/روسيا-تحاصر-نفسها-في-سورية
 
الصحافة الامريكية :
 
 
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/military-strikes-on-syria-historical-lessons-and-implications
 
 
http://arabi21.com/story/997760/فورين-أفيرز-كيف-فشل-ترامب-في-اختبار-الكيماوي-بسوريا#section_313
 
 
http://www.moheet.com/2017/04/11/2573107/وول-ستريت-جورنال-الولايات-المتحدة-تل.html#.WO31GzG0nIU
 
 
http://www.alghad.com/articles/1548622-ماذا-بعد-الضربة-السورية؟-منع-مواجهة-أوسع-نطاقا
 
 
http://www.alghad.com/articles/1548642-الهجوم-الأميركي-على-سورية-يُقرب-الكرملين-أكثر-من-الأسد
 
 
http://www.alittihad.ae/details.php?id=21416&y=2017
 
 
http://www.alittihad.ae/details.php?id=21417&y=2017&article=full
 
 
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=93813
 
 
http://aawsat.com/home/article/900226/توم-كوتون/ضربة-سوريا-أعادت-المصداقية-لأميركا
 
نيويورك تايمز: الكل تحدث عن سوريا.. لكن أين ترامب؟ الحرب السورية
 
http://www.masrawy.com/News/News_Press/details/2017/4/11/1059370/نيويورك-تايمز-الكل-تحدث-عن-سوريا-لكن-أين-ترامب-
 
 
http://sdusyria.org/?p=52548
 
 
http://klj.onl/Z1XH2Oy
 
 
 
 
 
 
 
الصحافة البريطانية
 
التايمز: هل يساعد بوتين في استبدال "جزار دمشق"؟
 
http://www.aljazeera.net/news/presstour/2017/4/11/التايمز-هل-يساعد-بوتين-في-استبدال-جزار-دمشق
 
اهتمت صحف بريطانية بما يمكن أن تكون عليه سياسة موسكو تجاه سوريا بعد القصف الصاروخي والضغوط الغربية، وقالت تايمز إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكن أن يساعد في استبدال "جزار دمشق" بآخر، وقالت غارديان إنه لن يتراجع عن سياسته.
وقالت تايمز إن الكرملين ألمح إلى أن دعمه للأسد لا يخلو من الشروط، لكنه رفض الكشف عما إذا كانت روسيا لن تتعاون مع الحملة الغربية لإبعاد الأسد.
وأوضحت أن للغرب أوراق ضغط يمكن أن يلوّح بها لبوتين، ومنها المزيد من العقوبات خاصة ضد ضباط الجيش في سوريا، وضباط الاستخبارات والاستخبارات العسكرية الروسية الذين يوجهون الهجمات الجوية السورية، وقانون العقوبات المالية الذي يمكّن من تجميد أصول منتهكي حقوق الإنسان، وإعادة روسيا إلى مجموعة السبع.
تحمّل المسؤولية
وأضافت أن الهدف الرئيسي في الوقت الراهن والأسابيع المقبلة هو أن يثبت الغرب لروسيا أن من الضروري أن تتحمل مسؤولية سلوك الأسد، لأنها هي التي أنقذته في 2013 عقب الهجوم بالسلاح الكيميائي، وهي التي أنقذته من هزيمة محققة قبيل تدخلها العسكري في بلاده، الأمر الذي يعني إقرار موسكو آنذاك بأن جيش الأسد غير قادر على كسب الحرب بمفرده.
وقالت إن من الضروري أن يفهم بوتين أن العثور على بديل للأسد أمر عاجل للغاية. واختتمت بقولها لو كان هناك شيء واحد يفهمه بوتين فهو مصلحته الشخصية.
أما صحيفة غارديان، فنشرت تقريرا بعنوان "بوتين لن يتراجع عن سياسته بسوريا"، قائلة إن روسيا شددت موقفها في سوريا بدلا من تخفيفه، وإن بوتين استخدم خلال السنوات الخمس الماضية ملايين الأطنان من الأسلحة وأنفق عشرات المليارات من الدولارات وحصل على وضع سياسي مهيمن هناك وحضور مميز في المنطقة، وأصبح قوة دولية صاعدة بسبب دعمه للأسد، وسيفقد كل ما حصل عليه إذا تخلى عنه.
حسابات ومزاج
وأوضحت أن تيلرسون -الذي يزور موسكو غدا في مسعى لإقناع بوتين بوقف دعمه للأسد- سيجد هذه الحسابات أمامه، وسيجد المزاج هناك رافضا لكل تنازل أمام المطالب الأميركية خاصة التخلي عن الأسد.
وأورد التقرير أن روسيا منذ بدء الصراع السوري -وخاصة بعد تدخلها العسكري- تبنت إستراتيجية الفوز مهما كانت التكاليف، وبدلا من تخفيف موقفها عقب الهجوم بغاز السارين على خان شيخون الأسبوع الماضي، عمقت خندقها واتهمت واشنطن بالتعاون مع "الإرهابيين".
وأضاف التقرير الذي أُعد من بيروت أنه لا يوجد سبب للاعتقاد بأن اجتماع تيلرسون بموسكو سيقود إلى تصعيد التوتر بين البلدين، بل على العكس هناك كثير من الأسباب للاعتقاد بأن ادعاء الصرامة من قبل واشنطن سيتبخر ليحل محله التعامل بمنطق السوق.
وعمق الروابط بين بوتين وترمب يدفع قادة دول المنطقة إلى الاعتقاد أن واشنطن لن تقصف سوريا مرة أخرى أو تحاول التوسط للوصول لحل سياسي للصراع السوري.
واختتمت غارديان تقريرها بالقول إن كثيرين في سوريا والمنطقة يرون أن الثقة في ترمب أو بوتين كأبطال إنسانيين، رهان خاسر
========================
 
الغارديان: كيف يعقد غموض موقف واشنطن مهمة أوروبا بسوريا؟
 
http://arabi21.com/story/997768/الغارديان-كيف-يعقد-غموض-موقف-واشنطن-مهمة-أوروبا-بسوريا#tag_49219
 
خصصت صحيفة "الغارديان" افتتاحيتها للحديث عن الوضع في سوريا، خاصة في ظل غموض موقف واشنطن، وغياب الخطط الاستراتيجية الواضحة للتعامل مع الملف السوري.
وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إن "عدم القدرة على التكهن بتحركات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه بخصوص سوريا تجعل مهمة أوروبا صعبة".
وتعلق الصحيفة على زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى موسكو، التي بدأت يوم أمس، حيث حطت طائرته في مطار موسكو وسط طبقة من الدخان الذي تصاعد من حرق مكب للنفايات، قائلة: "وجد الكثير من المراقبين في الصورة تعبيرا مجازيا لا يمكن مقاومته، خاصة أن السياسة الأمريكية تجاه سوريا غامضة ومتناقضة ومثيرة للحيرة أكثر من أي وقت مضى، ووصفه بالسياسة يعطيه شيئا لا يستحقه من الانسجام".
وتشير الافتتاحية إلى أن "الأمر ذاته يقال عن السياسة الأمريكية تجاه روسيا، التي كانت دافئة وأصبحت صدامية في اللهجة على الأقل، لكنها تظل أقل وضوحا، بالإضافة إلى أن قدرة الولايات المتحدة للعمل مع الدول الغربية لتشكيل جبهة موحدة ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام السوري بشار الأسد تبدو ضبابية وغير واضحة"
وتلفت الصحيفة إلى أن "تيلرسون كان يأمل بأن يحمل معه إلى موسكو رسالة موحدة من اجتماع مجموعة الدول السبع الكبار، الذي عقد في إيطاليا، حيث شجب الذين اجتمعوا في لوكا في توسكاني الهجمات الكيماوية على خان شيخون، التي أدت إلى هجمات الجمعة الماضية الصاروخية، التي أطلقتها القوات الأمريكية على قاعدة جوية سورية، واتفقوا على أن الأسد لن يكون له دورفي مستقبل سوريا، وهو ما يقولونه منذ سنين، إلا أنهم اختلفوا حول الخطوة المقبلة، ورفضوا دعم دعوة وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون لفرض عقوبات على القادة العسكريين السوريين وروسيا، وهو ما يعكس شكهم وعجزهم واعتقادهم أن المسؤولية عن الهجمات الكيماوية يجب إثباتها بشكل كامل".
وتعلق الافتتاحية قائلة: "لا أحد يمكنه لوم الدول الأخرى، التي تحاول أن تضع بينها وبين الإدارة الأمريكية مسافة، في ظل وجود الرجل الذي يقف وراءها، والمواقف المتناقضة التي أبدتها فيما يتعلق بنواياها وما تريد عمله في سوريا".
وتذهب الصحيفة إلى أنه "لا يمكن استنباط سياسة منسجمة من كلام تيلرسون أو مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هيلي، ولا المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر، ولا الرئيس نفسه، وكما هو الحال في مجالات السياسة كلها، فإن المواقف المتغيرة من هذه الحرب المدمرة التي مضى عليها ستة أعوام تعكس مزيجا من الجهل وعدم الفهم  والنزوات".
وتعلق الافتتاحية على الموقف البريطاني الذي يبدو متناسقا مع الموقف الأمريكي، قائلة: "لا أحد يمكنه التعامل مع الرغبة البريطانية للسير يدا بيد مع الإدارة الأمريكية دون انزعاج"، وهو موقف ترى الصحيفة أنه نابع من إصرار بريطانيا الطويل على وجود علاقة خاصة مع الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أنه مرتبط بالبريكسيت، أو إجراءات الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وترى الصحيفة أن عدم انسجام تصريحات جونسون نابعة من محاولته التحالف مع القيادة الأمريكية.
وتبين الافتتاحية أن الخوف نابع من كون هجوم الأسبوع الماضي هو عملية واحدة ضد استخدام السلاح الكيماوي، وربما دفعه الثناء على اتخاذ أفعال عسكرية تحمل مخاطر، ولا تستبعد الإدارة عمليات أخرى ليست منحصرة في سوريا فقط، مشيرة إلى تحذير الرئيس الأمريكي كوريا الشمالية عبر "تويتر".
وتنوه الصحيفة إلى أن الأدلة تشير وبشكل كبير إلى تورط النظام السوري في الهجمات على خان شيخون رغم النفي الروسي.
وتجد الافتتاحية أن التعبير عن القرف لا يمنع في النهاية ارتكاب جرائم حرب أخرى، مشيرة إلى أن التركيز على اجتماع الدول السبع الكبار جاء بسبب صعوبة الحصول على قرار من خلال مجلس الأمن الدولي، ففي شباط/ فبراير عرقلت كل من الصين وروسيا قرارا لفرض عقوبات على المسؤولين العسكريين المتورطين بارتكاب جرائم كيماوية في سوريا، بالإضافة إلى منع بيع المروحيات للجيش السوري، الذي يستخدمها لرمي البراميل المتفجرة المحملة بغاز الكلور.
وتستدرك الصحيفة بأنه "رغم قرب الدول الأوروبية من الأزمة السورية، ومعاناتها من تداعياتها من خلال أزمة اللاجئين، إلا أن الانطباع الناتج عن لقاء وزراء خارجية الدول السبع يشير إلى الانقسام وعدم القرار بدلا من الاتفاق على إرادة سياسية موحدة".
وتفيد الافتتاحية بأن "تيلرسون أعلن عن (قرب نهاية نظام الأسد) دون أن يحدد الكيفية، مع أن هناك الكثير من الحديث المتفائل عن إمكانية تخلي روسيا بسهولة عن الأسد، وقيام الغرب بدق إسفين بينها وبين إيران، إلا أنها شددت من موقفها ودعمها للنظام، بالإضافة إلى أن مصالح موسكو في سوريا ليست منفصلة عن مصالحها في مناطق أخرى، وحتى يتم إقناعها بتغيير موقفها فإن هناك حاجة لبذل المزيد من الجهود الدبلوماسية بدلا من التظاهر، كما تحدث وزير الخارجية السابق جون كيري".
وتعتقد الصحيفة أن "الإدارة الحالية ليست قادرة على التركيز والانتباه حتى لو كانت ملتزمة جديا بالقضية، وتبدو الحاجة لحل غير عسكري ملحة أكثر من أي وقت مضى، في ظل عدم القدرة على التكهن بمواقف الولايات المتحدة".
وتختم "الغارديان" افتتاحيتها بالقول إنه "رغم صعوبة الوضع، فإنه ينبغي على الدول الأوروبية البحث عن طرق للعمل مع الولايات المتحدة، فالعوامل ذاتها التي تجعل من الصعوبة العمل معها تدفع الضرورة لمواصلة التعاون معها".
========================
 
الغارديان: هل يلقى بشار الأسد مصير القذافي؟.. إليك الخط الأحمر الأميركي الجديد والصفقة المحتملة مع بوتين
 
http://www.all4syria.info/Archive/401966
 
كلنا شركاء: الغارديان- ترجمة هافينغتون بوست عربي
أشارت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإثنين 10 أبريل/نيسان 2017 ، إلى أسباب أوسع نطاقاً بكثير، للتدخل العسكري المستقبلي في سوريا، كما لمّحت أنها قد تنتقم من الأسد بسبب قيامه بهجمات البراميل المتفجرة.
لكن، يبدو أن وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون يخطط لما هو أبعد من ذلك، إذ قال إن بلاده ستتقدم للدفاع عن المدنيين الأبرياء “في أي مكان في العالم”، وذلك عشية زيارته الحرجة والحاسمة لموسكو، في الوقت الذي زادت فيه التوترات في العلاقات الأميركية الروسية حول سوريا، حسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.
البراميل المتفجرة
وكانت الإدارة الأميركية قد أكدت في البداية على وجود أهداف محدودة للغاية للضربة الصاروخية، على قاعدة تابعة للقوات الجوية السورية، والتي قامت بها الأسبوع الماضي، قائلة إنها تهدف في الأساس إلى ردع حدوث أي هجمات كيماوية ضد المدنيين مثل ما حدث الثلاثاء 4 أبريل/نيسان 2017، وإن تركيز الجهود الأميركية في سوريا، لا يزال على مكافحة تنظيم (داعش).
غير أن المُتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، قام بتوسيع مجال معايير الانتقام يوم الإثنين الماضي. وقال، “عندما تشاهد الرُضع والأطفال وهُم يُضربون بالغاز، ويعانون من آثار البراميل المتفجرة، لا تمتلك حينها إلا التحرُّك على الفور واتخاذ خطوة عملية”.
وأضاف سبايسر، “أظن أن الرئيس جعل الأمر واضحاً للغاية، بأنه إن استمرت تلك الأفعال، فإن الولايات المتحدة ستنظر في اتخاذ المزيد من الإجراءات”.
وتعتقد المخابرات الأميركية أن الأسد هو من نَفَّذ هجوم الأسبوع الماضي بالسارين الكيماوي، ما تسبب في مصرع عشرات المدنيين، من بينهم أطفال. إلا أن سبايسر أشار لأول مرة إلى استخدام البراميل المتفجرة، وهي نوع من أنواع الذخائر الخام التي يمكن أن تسبب إصابات عشوائية.
واستكمالاً لحديثه عما إن كانت الحرب الكيماوية مُقابل الحرب التقليدية، تُشكّل خطاً أحمر، أجاب قائلاً، “أعتقد أن الرئيس كان واضحاً للغاية عندما أشار إلى حدوث تجاوزات للعديد من الخطوط الحمراء خلال الأسبوع الماضي.. والإجابة هي، إن كنت تطلق الغاز على الأطفال الرُضع، وإن كنت تُلقي البراميل المتفجرة وسط المدنيين، فأعتقد أنك ستشهد رداً على تلك الأفعال من هذا الرئيس. إذ أنها أفعال غير مقبولة”.
وصرح البيت الأبيض في وقت لاحق، بأن سبايسر كان يشير إلى البراميل المتفجرة التي تحمل كيماويات صناعية مثل الكلور. إلا أن هذا لا يزال يُعد توسُّعاً كبيراً في نطاق القوانين الأميركية للتدخل والاشتباك في سوريا. ومنذ عام 2013، يُشتبه في تورط النظام السوري في استخدام غاز الكلور في هجماته التي قام بها عشرات المرات.
أدلى تيلرسون بتصريحاته خلال زيارته لموقع المذبحة النازية التي وقعت عام 1944 في إيطاليا، إلا أن تلك التصريحات أشارت بوضوح إلى قرار إدارة ترامب الذي صدر يوم الخميس الماضي، لشن ضربات صاروخية على قاعدة جوية سورية، والتي قالت الولايات المتحدة إنها القاعدة التي شُن منها الهجوم الكيماوي للنظام ضد المدنيين، في مدينة تسيطر عليها المُعارضة.
حضر تيلرسون اجتماع وزراء خارجية الدول السبع الكبار في لوكا الإيطالية، والذي خيم عليه النقاش بشأن السياسة الغربية تجاه دمشق وموسكو. وقال وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، والذي ألغى زيارته المخطط لها مسبقاً لموسكو يوم الإثنين، إن الوزراء “سيناقشون احتمال فرض المزيد من العقوبات على بعض الشخصيات العسكرية السورية، وبعض الشخصيات العسكرية الروسية التي تورطت في تنسيق الجهود السورية العسكرية”.
وبحث الوزراء الشأن السوري مرة أخرى الثلاثاء 11 أبريل/نيسان 2017 في لوكا قبل سفر تيلرسون إلى موسكو.
القذافي
وبحسب أحد مصادر مجموعة الدول السبع الكبار، يخطط تيلرسون لتقديم خيار واضح لنظام بوتين، فإما التخلي عن بشار الأسد مقابل إذابة الجليد المتراكم على العلاقات مع الغرب، أو الاستمرار في دعم الأسد ومواجهة خطر الوصول إلى نتيجة مشابهة للناتج الليبي، حيث قُتل الزعيم الليبي معمر القذافي في 2011 على يد الثوار الذين كانوا مدعومين جواً من قبل قوات الناتو، ومن ضمنها المملكة المتحدة.
تفيد بعض المصادر الحكومية البريطانية كذلك بأن بريطانيا لعبت دوراً محورياً في المساعدة في إقناع الولايات المتحدة بدعم فكرة رحيل الأسد وأسرته عن السلطة، قبل المضي قدماً.
ورغم أن وزراء الخارجية الدول السبع اجتمعوا مساء الاثنين 10 أبريل/نيسان 2017، إلا أن المباحثات الرئيسية حول سوريا يفترض أنها جرت يوم الثلاثاء، وسيعمل جونسون على الدفع باتجاه الوصول إلى أقوى نتيجة ممكنة، بما في ذلك التهديد بالعقوبات الموجهة ضد القادة العسكريين السوريين والروس، وهو المقُترح الذي يرى بأنه سيلقى المزيد من القبول مقارنة بالعقوبات الاقتصادية الواسعة الموجهة ضد موسكو.
مّثَّل قرار الموافقة على الهجوم الصاروخي على قاعدة الشعيرات السورية تحولاً حاداً في توجهات دونالد ترامب، الذي عارض بشدة أي تدخل مشابه من قبل إدارة أوباما، والذي تعهد بسياسة خارجية تتبنى شعار “أميركا أولاً” وتركز على مكافحة الإرهاب والمصالح الأميركية القومية.
أبرز ترامب ذكر ضحايا الغاز السام من الأطفال لتبرير إطلاق 59 صاروخاً من طراز توماهوك على البنية التحتية لقاعدة الشعيرات السورية، وأشارت تعليقات سبايسر إلى اهتمام الرئيس بالأطفال السوريين، بما في ذلك ضحايا القصف التقليدي.
وشهدت الحرب السورية مقتل ما يزيد على مليون شخص خلال سنوات الحرب الست. وأشارت تعليقات تيلرسون إلى أن الإدارة الأميركية على استعداد لسماع المقترحات والأفكار بشأن التدخل الإنساني في أماكن أخرى.
وصرح وزير الخارجية الأميركي في حديثه للصحفيين في موقع مذبحة 1944 في قرية سانت آنا التوسكانية “إننا نعيد تكريس أنفسنا لمساءلة أي ممن يرتكبون الجرائم ضد الأبرياء في أي مكان في العالم.”
بدت هذه الملاحظات متعارضة مع تعليقات تيلرسون ذاته التي أدلى بها يوم الأحد، والتي زعم فيها أن الأولويات السورية بالنسبة للإدارة الأميركية لم تتغير: هزيمة داعش، والنظر في استقرار سوريا السياسي بعد هزيمة داعش فقط. في اليوم ذاته، قالت نيكي هالي، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، إن “إبعاد الأسد” هو إحدى الأولويات المتعددة التي تتبناها الإدارة الأميركية.
بينما اعترف مايك دوبكي، مدير الاتصالات في البيت الأبيض، في اجتماع عُقد لموظفي البيت الأبيض الثلاثاء 4 أبريل/نيسان 2017، قبل الضربة الصاروخية، بأن الرئيس يفتقر لسياسة خارجية متماسكة، وبحسب ما نقلته بوليتيكو، فقد قال إنه “ما من عقيدة لترامب”.
وقال فيليب غوردن، مساعد الرئيس الخاص لشؤون الشرق الأوسط في إدارة أوباما، “إنه مثير للحيرة، لقد تحولوا من المعارضة التامة لأي نوع من التدخل العسكري إلى تنفيذ تلك الهجمات والقول بأن هذا ما سنفعله حال استخدام الأسلحة الكيميائية”.
وأضاف “هذا مستوى جديد تماماً، فإن صرح تيلرسون بأننا سندافع عن الأبرياء في كل مكان في العالم صدقاً، وإن كان هذا هو المعيار الجديد، فسيكون هناك الكثير من التدخل الذي سنقوم به”.
من جانبها، نفت روسيا قيام النظام السوري بالهجوم الكيميائي على خان شيخون، والذي أسفر عن مقتل ما يزيد على 80 شخصاً، بما في ذلك قصف المستشفيات الذي تلا الهجمات، كما نددت بالهجوم الأميركي واعتبرته غير قانوني.
ومن المرتقب أن يقابل تيلرسون نظيره الروسي، سيرغي لافروف، في موسكو. وصرح متحدث باسم الكرملين بأنه ما من خطط على جدول بوتين لمقابلة تيلرسون في الوقت الحالي، إلا أن المسؤولين الأميركيين يتوقعون أن يقابل بوتين تيلرسون يوم الأربعاء. وتربط الرجلين علاقات ودية تعود إلى فترة عمل تيلرسون السابقة رئيساً لشركة إكسون موبل للنفط.
هل تستَّر الروس على الهجوم؟
ويخيم على رحلة تيلرسون إلى واشنطن سؤال آخر بشأن تواطؤ روسيا في الهجوم الكيميائي. حيث تتمركز القوات الروسية في مجمعها الخاص في قاعدة الشعيرات، وكانت موجودة في الوقت الذي تزعم واشنطن خروج المقاتلات السورية فيه للهجوم على خان شيخون يوم الثلاثاء.
ونقلت وكالة الأسوشيتد برس عن مسؤول أميركي رفيع المستوى أن روسيا كانت لديها معرفة مسبقة بالهجوم الكيميائي على خان شيخون يوم الثلاثاء. وكانت طائرةٌ بدون طيار يعمل الروس على تشغيلها، فوق إحدى المستشفيات بينما كان ضحايا الهجمات يهرعون لتلقي العلاج. بعد ساعات من رحيل الطائرة بدون طيار، قُصفَ المستشفى بواسطة إحدى المقاتلات روسية الصنع، فيما يظن المسؤولون الأميركيون بأنها محاولة للتستر على استخدام الأسلحة الكيميائية.
وقال تشارلز ليستر، خبير الشؤون السورية في معهد الشرق الأوسط “أُعلمت بمعرفة الولايات المتحدة بتورط روسيا في هجوم الأسلحة الكيمائية، وأملها في استغلال ذلك خلف الكواليس”.
إلا أن هذا الزعم رفضه مسؤول رفيع المستوى في إدارة ترامب، أثناء اجتماع سري للإحاطة، مصراً على أنه ما من إجماع على معرفة روسيا المسبقة في مجتمع الاستخبارات.
وحذر مركز العمليات المشترك الذي يضم القوات الروسية والإيرانية والميليشيات الداعمة للنظام السوري من أن الضربة الأميركية قد تخطت “الخطوط الحمراء”، وأنه سيرد على أي عدوان جديد، كما سيزيد من دعمه للحليف السوري.
وجاء في البيان الذي نشرته المجموعة على الإعلام الحربي أنه من الآن “سنرد بالقوة على أي معتد أو أي خرق للخطوط الحمراء من أي طرف، وتعلم أميركا قدرتنا على الرد”.
كما حذر المرشد الأعلى لإيران، الذي يقدم دعماً جوهرياً لنظام الأسد، الولايات المتحدة من أن تدخلها سيكون خطأً مؤكداً لترامب.
كما قال آية الله علي خامنئي لكبار قادة القوات المسلحة الإيرانية يوم الثلاثاء “هذا خطأهم الأخير في سلسلة الأخطاء الإستراتيجية التي ستجلب رد فعل عنيف ضدهم”.
أما أكثر القضايا الملحة على مباحثات تيلرسون ولافروف فستكون بشأن مستقبل الخط الساخن بين القوات العسكرية الأميركية والروسية، والمُستخدم لتفادي اصطدام مقاتلات الطرفين في سوريا. كانت موسكو قد أعلنت تعليقه، رداً على ضربة أميركا الصاروخية. إلا أنه بحلول يوم الإثنين، بعد ثلاثة أيام من الهجوم، رفض مسؤولو البنتاغون التصريح بشأن استخدام روسيا لقناة التواصل لتفادي أي مواجهات جوية، كما رفضوا التعليق على المسألة برمتها.
تشير الإحصائيات التي نشرها الجيش الأميركي إلى تراجع الغارات الجوية في سوريا بشكل طفيف يوم الجمعة، اليوم التالي للهجوم، لتبلغ 7 غارات فقط، وهو أقل عدد للتحالف منذ أبريل/نيسان 2016. إلا أن وتيرة الغارات ازدادت مرة أخرى خلال عطلة نهاية الأسبوع لتصل إلى معدلها المعتاد المُمثَل في 16 غارة يوم السبت، و18 يوم الأحد ضد أهداف داعش في شرق سوريا.
========================
 
صحيفة بريطانية: ترامب يخطط لاجتياح سوريا وإزاحة بشار الأسد
 
http://www.kolakhbark.net/arabic-news/article-549542
 
كتب - عبدالعظيم قنديل:
ذكرت صحيفة "ديلى ستار" البريطانية اليوم الثلاثاء إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخطط لاجتياح سوريا بهدف إسقاط الرئيس السورى بشار الأسد.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن خبراء عسكريين من تركيا أعربوا عن مخاوفهم من اندلاع حرب لهزيمة النظام السورى موضحة أن تداعيات هذا الاجتياح ستكون أسوأ من حرب العراق عام 2003.
ونقل التقرير عن كوراى جورباز من جامعة بلنكت في أنقرة قوله إن الإدارة الأمريكية تخطط لتدخل واسع النطاق فى سوريا مضيفًا أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد تنصيب حكومة موالية لسياسة الغرب والولايات المتحدة الأمريكية مثل ما حدث مع الرئيس العراقى صدام حسين.
وبحسب التقرير حذر الخبير التركى من أن محاولات عزل الرئيس السورى بشار الأسد ستأتي فى صالح الجماعات الإرهابية مرجحًا أن تكون القوات الأمريكية تستعد للقيام بعملية عسكرية برية في الأراضي السورية.
يذكر أن واشطن قامت بشن هجمات صاروخية عقب استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في خان شيخون ولكن الرئيس السورى أنكر الاتهامات.
========================
 
الغارديان :مارتن شُلوف: ماذا جرى في خان شيخون؟
 
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/21252283/ماذا-جرى-في-خان-شيخون؟
 
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٢ أبريل/ نيسان ٢٠١٧ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
بسطت روسيا شبكة دفاع جوي في شمال سورية، وهي تحمي أصولها في اللاذقية ومحيطها حيث تسيطر على قاعدة عسكرية، وفي طرطوس على ساحل المتوسط، وفي الشمال من إدلب وحلب إلى الشرق. وفي هذه المنطقة من العسير على طائرات التحالف، أو أي طائرات أخرى، التحليق من دون التنسيق مع روسيا. وفي أنحاء البلاد الأخرى، يملك النظام السوري شبكة دفاع جوي فعالة. ولكن الإسرائيليين وسعهم خرقها سبع مرات في السنوات الثلاث أو الأربع الأخيرة. ولذا، أعتقد أن توجيه ضربة جديدة بعد ضربة مطار الشعيرات، يقتضي تخطيطاً بالغ التأني والحذر. ولكن الى اليوم، وقع الاختيار على صواريخ كروز لشن ضربة، وهذه الصواريخ، مثلما رأينا، قادرة على هزيمة أي نظام جوي يملكه الروس أو السوريون.
وأرست «ذي غارديان» مراسلاً إلى خان شيخون البارحة (في السادس من الشهر الجاري)، للتحق من الرواية الروسية للأحداث والوقوف على صدقيتها. وهذه الرواية تقول ان قنبلة انفجرت في مخزن اسلحة كيماوية للمعارضة. وإذا صح الزعم هذا، سيجد المراسل عنبر تخزين على مقربة من موقع الانفجار أو غرفة مخزن على مقربة من موقع اصابة الناس بالسارين، وسيكون هذا المخزن مدمراً وملوثاً بمواد كيمائية. ومراسل الغارديان توجه الى خان شيخون، وزار الموقع حيث قضى الناس، وشم رائحة حادة ولاذعة في الهواء. ووقع على بقايا قذيفة في وسط طريق يجاوره عدد من المباني. ولكن دمار هذه المباني قديم، ويعود الى اشهر خلت. ولم يكن داخل المباني ملوثاً، وكان مليئاً ببذور الطيور، وتراب ومنتجات زراعية ونبات. وعليه، لا تقوم قائمة للرواية الروسية، فمؤشرات الوقائع في ميدان الحادثة لا تثبت ما يقوله الروس.
وهذا الشطر من شمال سورية هو اكثر المجالات الجوية الخاضعة للمراقبة في العالم. فالجيش الروسي والجيش التركي والأميركيون يملكون هناك رادارات برية قدراتها على الرصد عالية. ويوم الضربة، في الرابع من نيسان (ابريل)، حامت طائرات سورية فوق خان شيخون. ورصد البريطانيون والأتراك المسارات الجوية لتلك الطائرة. ولحظة الهجوم كان مراقب للأجواء على تلة في المنطقة، وأطلق صفارة إنذار بهجوم جوي. وصوَّر الطائرة وهي تقترب وتلقي قنابل. وثمة شهود عيان رأوا الطائرة التي هاجمتهم. وروى أطباء وأفراد في الطاقم الطبي إن المستشفى ضاق بأشخاص يعانون صعوبة حادة في التنفس بعد 10 دقائق على الضربة.
وهذا الهجوم يأتي في وقت كان يبدو أن بشار الأسد يربح الحرب. وأعتقد ان الهجوم على خان شيخون ناجم عن حسابات لم تكن في محلها. وفي آب (اغسطس) 2013 استخدم السارين في شرق الغوطة في ريف دمشق. وبدأت عملية سحب الترسانة الكيميائية التي كان يفترض بالأمم المتحدة ان تتولاها، بموجب اتفاق ابرمه الرئيس الأميركي السابق، باراك اوباما، مع الروس. وثمة هجمات اصغر وقعت في الأشهر الأخيرة. وبرزت اتهامات باستخدام السلاح الكيميائي 161 مرة منذ 2013. وفي شطر راجح من هذه الهجمات استُخدم الكلورين، وهو يُستعمل لغايات صناعية في سورية ولم يحظر بموجب الاتفاق، على خلاف السارين وغيره من غازات الأعصاب. وسرت أنباء عن هجوم بالسارين في شرق حماه في مطلع كانون الأول (ديسمبر) الأخير. وقضى في الهجوم هذا 93 شخصاً، وأصيب 400 شخص. ولكن لم يكن في المتناول نقل عينات بيولوجية أو بيئية من مخلفات الهجوم الى الحدود. فالطريق طويلة، على خلاف ادلب القريبة من الحدود التركية.
وشأن الروس، أعلن الإيرانيون موقفاً ديبلوماسياً. فهما داعما نظام الأسد، وساهما في ترجيح كفته في المعارك. ولا شك في ان التصريح الإيراني ملفت، وورد فيه «مهما كان من شن الهجوم (الكيميائي)». فالإيرانيون يدافعون عن حليفهم من جهة، ويسعون الى الظهور في مظهر الوسيط، من جهة أخرى. ولكن إيران لن تتخلى عن نظام الأسد، فهو يوفر موقعاً استراتيجياً آمناً لـ «حزب الله».
 
 
* مراسل «ذي غارديان» في الشرق الأوسط، عن «أي بي سي» الأسترالية، 7/4/2017، إعداد منال نحاس
 
========================
 
التايمز البريطانية : على روسيا تحمل مسؤولية أفعال الأسد
 
http://www.hdhod.com/التايمز-البريطانية-على-روسيا-تحمل-مسؤولية-أفعال-الأسد_a74304.html
 
لندن - علقت صحيفة "ذا تايمز" البريطانية على العلاقات المتوترة بين الغرب وروسيا على خلفية النزاع السوري.
وكتبت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الثلاثاء: "يتعين أن يكون الهدف الرئيسي (للغرب) في الأسابيع المقبلة هو الإيضاح لروسيا أنه يتعين عليها تحمل مسؤولية تصرفات بشار الأسد.
  الرئيس الروسي بوتين هو الذي حمى الأسد من هجمات صواريخ الغرب بعرضه جمع الأسلحة الكيميائية السورية وتدميرها".
وذكرت الصحيفة أن "روسيا إما خُدعت في ذلك من السوريين، أو كانت شريكا في إخفاء أجزاء من ترسانة الأسلحة الكيميائية".
وأضافت الصحيفة أنه "عندما تولى بوتين دورا عسكريا مباشرا في سورية عبر تدميره أجزاء واسعة من حلب، فإنه اعترف أيضا بأن جيش الأسد ليس قادرا على كسب الحرب مفرده. وبصفتها قوة حامية للأسد فإنه يتعين على روسيا أن تحدد متى ستنتهي فترة مجرم الحرب هذا".
يذكر أن الولايات المتحدة نفذت يوم الجمعة الماضي ضربة استهدفت أحد المطارات التابعة للقوات المسلحة السورية ردا على الهجوم الذي يشتبه أنه تم بمواد سامة على بلدة خان شيخون السورية قبل أيام قليلة
========================
 
«تلغراف»: اميركا تدعم تغيير النظام في سوريا
 
http://www.addiyar.com/article/1344332-تلغراف-اميركا-تدعم-تغيير-النظام-في-سوريا
 
اجرت صحيفة "Daily Telegraph" البريطانية مقابلة مع نجل الرئيس الاميركي "Eric Trump"، أكد فيها ان رد فعل شقيقته "Ivanka" على حادثة خان شيخون، كان من اسباب قرار والده قصف القاعدة الجوية تابعة للجيش السوري في الشعيرات الأسبوع الماضي، اذ يقال ان "Ivanka" تأثرت بشكل كبير بصور الضحايا وفقاً للرواية).
وبحسب الصحيفة، وجه ترامب الأبن تحذيراً لبوتين من ان والده "ملتزم" ببناء ما اسماه "اكبر قوة عسكرية لحفظ السلام في العالم"، وانه من كبار انصار رؤية الرئيس الاميركي الاسبق "Ronald Reagan" القائمة على ما يسمى "تحقيق السلام عبر القوة".
ونفى "Eric Trump" ان والده وجه ضربة ضد سوريا باندفاع بعد ما شاهد الصور التلفزيونية لحادثة خان شيخون، معتبرا على ان والده "مفكر عظيم ولا يتصرف بتهور".
واضافت الصحيفة ان وزير الخارجية البريطاني "Boris Johnson" اشار إلى ان روسيا ستتعرض لعقوبات جديدة في حال عدم سحب قواتها من سوريا ووقف دعمها للرئيس بشار الاسد. ولفتت الى ان “Johnson” زعم بان الضربة العسكرية الاميركية على مطار الشعيرات قد "غيرت اللعبة"، وان روسيا بحاجة الى مخرج لان تحالفها مع الرئيس الاسد يشوه سمعتها، معتبرا ان الضربة العسكرية الاميركية تشكل فرصة حقيقية للتوصل الى حل سياسي، على حد قوله.
كما لفتت الصحيفة الى ان وزير الخارجية الاميركي "Rex Tillerson" قد ابلغ "Johnson" بان اميركا اصبحت تدعم تغيير النظام في سوريا
========================
 
الغارديان: لماذا لن يتخلى بوتين بسهولة عن دعمه للأسد؟
 
http://arabi21.com/story/997541/الغارديان-لماذا-لن-يتخلى-بوتين-بسهولة-عن-دعمه-للأسد#tag_49219
 
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للكاتب مارتن شولوف، يقول فيه إن الدول الغربية زادت من ضغوطها على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ للتراجع عن دعمه للنظام السوري وبشار الأسد أو البحث عن بديل له، مشيرا إلى أن وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون دعا وزراء قمة الدول السبع للتفكير في فرض عقوبات جديدة على النظام الروسي.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن المواقف الغربية المتشددة جاءت بعد أسبوع من الهجوم الكيماوي على بلدة خان شيخون، الذي قتل فيه العشرات من المدنيين بينهم أطفال، الأمر الذي دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتوجيه ضربة عسكرية للقاعدة العسكرية التي انطلقت منها الطائرات المحملة بالسلاح الكيماوي، حيث أطلقت بارجة حربية أمريكية يوم الخميس 59 صاروخا، ضربت قاعدة الشعيرات الجوية قرب حمص.
ويلفت شولوف إلى أن روسيا ردت على الهجمات الأمريكية بتأكيد الدعم لنظام الأسد، وهددت هي وإيران بالرد على أي هجوم جديد، بالإضافة إلى أن موسكو تعهدت بتعزيز الدفاعات الجوية السورية، وأرسلت بوارج حربية إلى شرق البحر المتوسط.
وتعلق الصحيفة قائلة إن "موسكو لن تتخلى بسهولة عن رأسمال من النفوذ الذي بنته خلال السنوات الخمس الماضية في سوريا، والكثير من صفقات الأسلحة، التي تقدر قيمتها بعشرات الملايين من الدولارات، ودور روسي بارز في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي فإنه ليس من السهل على بوتين التخلي عن هذا كله".
ويفيد التقرير بأن هذه القضايا ستواجه وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، الذي سيزور موسكو غدا، في محاولة منه لإبعاد بوتين عن الأسد بعد هجوم غاز الأعصاب على بلدة خان شيخون.
ويقول الكاتب إن الآمال ارتفعت قبل عقد أول قمة أمريكية روسية منذ انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وبأن الجريمة التي ارتكبت قد تكون محفزا للتغيير في بلد دمرته الحرب، وفشل المجتمع الدولي في وقفها.
وتستدرك الصحيفة بأنه "من المؤكد أن تتبدد هذه الآمال، فمنذ بداية الحرب، خاصة بعدما ضاعفت روسيا دعمها للنظام السوري في أيلول/ سبتمبر 2005، فإنها تبنت استراتيجية الانتصار وبأي ثمن هناك، وهي استراتيجية تحدت الحرب التقليدية الحديثة، ودفعت الأسد نحو الانتصار في ساحات المعارك، وتم تبرير الوحشية بصفتها وسيلة لغاية يراها بوتين قريبة، فمنذ الهجوم الكيماوي قدمت روسيا غطاء للنظام السوري، مع أن بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والمعارضة السورية حملت دمشق مسؤوليته".
وينوه التقرير إلى أن الجانبين نسقا ردا واحدا، وحملا تنظيم القاعدة مسؤولية الغاز السام المخزن في مخزن للأسلحة، رغم عدم وجود أدلة على وجود مخزن للأسلحة في بلدة خان شيخون.
ويبين شولوف أنه "بدلا من تعديل موسكو لموقفها، فإنها غرزت أقدامها، وحشدت دبلوماسييها، الذين اتهموا واشنطن بأنها تقف على الخط ذاته مع الإرهابيين، وعبأت مؤسساتها الإعلامية لتشكل الخطاب بالحماس ذاته الذي شوهد أثناء حملات الانتخابات للرئاسة الأمريكية العام الماضي".
وتعلق الصحيفة قائلة إن "موسكو ليست لديها نية لتتخلى عن مواقع في سوريا لصالح الولايات المتحدة، ولن يدفع تيلرسون في هذا الاتجاه بقوة، حيث اتهم وزير الخارجية روسيا بأنها (فشلت في الوفاء بتعهداتها تجاه المجتمع الدولي)، وتعتقد الولايات المتحدة أن روسيا كانت متراخية في مراقبتها للترسانة الكيماوية التي كان النظام السوري يملكها، التي من المتوقع أن تكون موضوعا للنقاش يوم الأربعاء".
ويؤكد التقرير أنه "بعيدا عن المعلومات الأمنية التي ربما اختار تيلرسون تقديمها للمسؤولين الروس بعيدا عن الإعلام، فإنه لا يوجد لدى الولايات المتحدة ذلك النفوذ الكبير، فالهجوم الكيماوي، وقرار ترامب السريع ضرب القاعدة الجوية التي انطلقت منها الطائرة، كانا على ما يبدو من الأخبار الجيدة للرئيس الأمريكي الذي يواجه مشكلات في داخل الولايات المتحدة، ما سمح له بأن يضع مسافة بينه وبين الزعيم الروسي في وقت يتعرض فيه لتحقيقات حول الدور الروسي في الانتخابات، الذي لعب لصالحه ضد منافسته هيلاري كلينتون".
وينوه الكاتب إلى أن "الهجوم سمح لإدارة ترامب بإعادة تأكيد دور الولايات المتحدة بصفتها حامية للقيم الدولية، مع أن الرئيس حاول قدر الإمكان تجنب أي دور له علاقة بالتزامات دولية لأمريكا، وأكد شعار (أمريكا أولا)".
وتذكر الصحيفة أن حديثا عن مفاجأة قام بها ترامب لبوتين يدور في المنطقة، حيث كشف له أنه شخص لا يمكن لأحد التكهن بأفعاله، وأن سوريا هي لحظة مهمة للرجل القوي، وفرصة لقادم جديد لتولي القيادة.
ويذهب التقرير إلى أنه "لا توجد أدلة تدعو لتوقع تصعيد في قمة الأربعاء، بل هناك ما يدعو للتفكير بأن الموقف المتحدي قد يتراجع لصالح عقد الصفقات، ولا أحد يدري عمق العلاقات بين ترامب وبوتين وتأثيرها المحتمل على المشكلات الدولية، لكن هناك عدة عوامل تدفع باتجاه عدم شن هجوم عسكري آخر، أو محاولة الولايات المتحدة رعاية حل سياسي في سوريا".
ويجد شولوف أنه "في غياب الدور الأمريكي، والجهود التي قام بها سلف ترامب لإبعاد الولايات المتحدة عن التورط في سوريا، فإن بوتين قام بتعميق دوره هناك، وفي هذه الحالة يبدو الأسد ممتنا له وللجهود الحربية التي جلبها معه إلى ساحة المعركة، حيث أدى دخول الروس إلى جلب تركيا في النهاية إلى ساحتهم، ومن هنا فليست لدى ترامب المساحة التي يريدها للتحرك".
وترى الصحيفة أنه "في الوقت الذي لا يتحكم فيه بوتين بالوضع في سوريا، إلا أن الأسد يظل ورقة مهمة ليتخلى عنها الآن، ولو حاول تيلرسون دعوة الكرملين للعودة إلى حسه الأخلاقي، فإن ذلك لن يجدي لرجل استثمر الكثير من المال والدم هناك".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالقول إن "الكثير من السوريين يعتقدون أن التعويل على ترامب أو بوتين بصفتهما حماة للإنسانية هو رهان خاسر".
========================
 
الغارديان: 5 سياسات متناقضة.. ما هي خطَّة ترامب الحقيقية في سوريا؟
 
http://www.islamtoday.net/ein/artshow-15-237699.htm
 
هل تُربكك سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سوريا؟ يعني هذا أنّك كنتَ تُصغي جيداً لتصريحات إدارته في الأيام القليلة الماضية.
ومن المقرر أن يطير وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى موسكو يوم الثلاثاء 11 أبريل/نيسان 2017، حيثُ من المتوقّع أن يُناقش الدبلوماسي الأميركي المبتدئ مصير بشار الأسد. في غضون ذلك، ما زال العالم يُحاول فهم الهدف الذي تسعى إدارة ترامب الوليدة إلى تحقيقه في سوريا، حسب تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية.
لأعوامٍ، أعلن ترامب معارضته التدخل في الحرب السورية، باستثناء مهاجمة تنظيم (داعش) في نِزاعٍ منفصل.
ويبدو أن تلك السياسة قد انتهت يوم الخميس عقب الهجوم الكيماوي على خان شيخون في الرابع من أبريل/نيسان 2017. لكن، بمجرّد إصدار ترامب أوامره بشنّ الضربات الانتقامية على قاعدةٍ جوية سورية تزعم الولايات المتّحدة أن النظام السوري أطلق منها هجومه الكيماوي، أشار مساعدو ترامب إلى أنّ تلك الهجمة المُنفردة حققت الأهداف الأميركية.
ثمّ ناقضوا أنفسهم مرةً أخرى.
وربما لا تكون ماهية السياسة الأميركية تجاه سوريا واضحة، حتى لصانعي القرار الذين تتداخل تصريحاتهم المتباعدة، بل والمتناقضة، مع بعضها البعض. لكن على الأقل، إليكم ما قالوه، حسب مارصدته الغارديان
 
السياسة رقم 1 - الأسد يُمكنه البقاء: 2013 - 30 مارس/آذار 2017
لأعوامٍ، بصفته مواطناً أميركياً على تويتر ومرشحاً رئاسياً، كان ترامب لا يُمانع في بقاء الأسد في السلطة، مجادلاً بأن الولايات المتّحدة لا يجب أن تتورّط في صراعٍ شرق أوسطي آخر، خاصةً ضدّ قائدٍ مدعومٍ من روسيا.
.
وبعد فوزه بالانتخابات، قال ترامب لصحيفة وول ستريت جورنال الأميركية: "موقفي كان أنَّنا نقاتل سوريا، وسوريا تقاتل داعش، وعلينا التخلّص من داعش". وسارع الأسد بتسمية ترامب "حليفاً بالفطرة".
وفي الثلاثين من مارس/آذار 2017، بلور دبلوماسيون رفيعون بإدارة ترامب ذلك الموقف بوضوح. إذ قالت نيكي هالي، سفيرة الولايات المتّحدة إلى الأمم المتّحدة، إنَّ الولايات المتّحدة عليها "انتقاء واختيار معاركها"، بغض النظر عن انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها الأسد. وأضافت: "أولويتنا لم تعُد الجلوس والتركيز على الإطاحة بالأسد".
وفي اليوم نفسه، قال تيلرسون في تركيا إنَّ "وضع الأسد على المدى الطويل سيقرره الشعب السوري".
ولأنَّ الشعب السوري يعيش في واحدةٍ من أكثر مناطق القتال دمويةً في العالم، وتُحاصره قوات الأسد وجهات أخرى، فهم المُراقبون تصريحات تيلرسون ونيكي على أنّها تخلٍ من جانب الولايات المتّحدة عن التزام باراك أوباما الخطابي نحو الإطاحة بالأسد.
وقال السيناتور جون ماكين، أحد المُناصرين للتدخل العسكري في سوريا، إنَّه "منزعجٌ بشدّة" من موقف تيلرسون وهالي.
وأضاف ماكين: "في النهاية، يُمكن أن تدفع تصريحات إدارة ترامب اليوم بحلفاء أميركا الحقيقيين وشركائها في القتال ضدّ داعش إلى الخوف من الاحتمال الأسوأ: صفقة تبيع فيها الولايات المتحدة روحها للأسد وبوتين، مختومةً بوعدٍ فارغ بالتعاون في مكافحة الإرهاب".
وبعد خمسة أيام، قتل الأسد 70 شخصاً على الأقل في خان شيخون، بينهم أطفال، بغاز الأعصاب "السارين".
 
السياسة رقم 2 - الأسد يجب أن يرحل، بعد الهجوم الكيماوي: 5-6 أبريل/نيسان 2017
بحلول الأربعاء، اليوم الأول الذي هيمنت عليه صور الموتى في خان شيخون، عبّر ترامب عن غضبه علناً، قائلاً إنَّ الأسد تخطّى "الكثير والكثير من الحدود". وبحلول ذلك الوقت، كان الجيش الأميركي قد بدأ التخطيط لضربةٍ انتقامية.
لكن ما هدف تلك الضربة؟ فقبل ساعاتٍ من إطلاق المدمّرات الأميركية 59 صاروخاً من طراز "توماهوك" يوم الخميس، أشار تيلرسون إلى أن ترامب قد عكس موقفه كلية. وتيلرسون نفسه فعلها.
وقال تيلرسون: "دور الأسد في المستقبل مبهم. بالنظر إلى التحركات التي اتخذها، يبدو أنّه لن يكون له دور في حكم الشعب السوري". وبسؤاله عما إذا كانت الولايات المتّحدة مستعدّة لتحريك تحالفٍ دوليٍ دبلوماسياً لإزاحة الأسد من السُلطة، من خلال ما أسماه تيلرسون بـ"عملية سياسية"، ردّ تيلرسون "هذه الخطوات يجري البدء فيها".
وبدا أنَّ الصواريخ، التي هبطت بعدها بوقتٍ قصير على قاعدة الشعيرات الجوية، هي الخطوة الأولى في اتجاه إطاحة الولايات المتّحدة بالأسد.
 
السياسة رقم 3 - المُشكلة هي استخدام الأسلحة الكيماوية، وليس الأسد: 6-10 أبريل/نيسان 2017
بعد ساعاتٍ من الضربة الصاروخية، وقف مستشار الأمن القومي المعيَّن حديثاً هربرت ماكماستر، والذي صنعت حربٌ شرق أوسطية أخرى مسيرته المهنية، ليُعرِّف الهجوم الأميركي بمصطلحاتٍ معتدلة.
وقال ماكماستر: "كان الهجوم يستهدف قدرة الأسد على ارتكاب جرائم القتل الجماعي باستخدام الأسلحة الكيماوية، لكنّ نطاقه ومداه لا يصل إلى درجة ملاحقة كل المنشآت المُرتبطة بالأمر".
وإلى جانب ماكماستر، وقف تيلرسون يقول إنَّ الهجوم الكيماوي كان "بشعاً على وجه الخصوص"، أكثر بشاعة من وحشية الأسد في استخدام الأسلحة التقليدية.
وغاب بشكلٍ ملحوظ عن تفسير ماكماستر للهجمات أية إشارة إلى كون إزاحة الأسد هدفاً أميركياً من الأصل. (الضربة نفسها لم تكن لتؤثر على قبضة الأسد المحكمة على السُلطة، لكن إن أصبح إضعاف تلك القبضة هدفاً للولايات المتّحدة من جديد، سيتعيّن أن تكون تلك الضربة هي الأولى من بين ضرباتٍ عديدة). بدلاً من ذلك، قال ماكماستر إنَّ الهجمة ستسبب حتماً "تغيّراً كبيراً في حسابات الأسد" ضدّ استخدام الأسلحة الكيماوية. إلا أنّ حسابات الأسد لا ينبغي أن تشغل الولايات المتّحدة إن كان الأسد سيغادر السلطة.
وفي العاشر من أبريل/نيسان 2017، أصدر وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس بياناً مشابهاً لبيان حليفه ماكماستر يقول فيه: "سيكون استخدام الأسلحة الكيماوية مرةً أخرى تصرفاً طائشاً من جانب الحكومة السورية". لكن هذا البيان جاء بعد بياناتٍ عدة لها تبعات سياسية مختلفة.
 
السياسة رقم 4 - فلنهاجم داعش أولاً، ثمّ يُمكن للأسد البقاء أو الرحيل حسب موافقة روسيا: 9 أبريل/نيسان 2017
بدت نبرة حديث تيلرسون في ظهوره الأول ببرامج الأحد الحوارية مشابهة لما كانت عليه في الثلاثين من مارس/آذار، أكثر بكثير مما كانت عليه في ظهوره يوم السادس من أبريل/نيسان. إذ قال تيلرسون: "أولويتنا هي التغلّب على داعش"، وإحقاقاً للحق، قال تيلرسون هذا أيضاً يوم السادس من أبريل/نيسان فيما بدا جُملةً عابرة.
وما إن تتمكّن الولايات المتّحدة من "إنهاء" تلك الحرب على داعش، ستُحاول التوسّط في اتفاقياتٍ لوقف إطلاق النار بين أطراف الحرب الأهلية السورية، رغم أن الأسد، بدعمٍ من روسيا، خرق عدّة اتفاقيات لوقف إطلاق النار في الماضي.
وقال تيلرسون إنّه "يأمل" في العمل مع روسيا "واستخدام نفوذها في خلق مناطق مستقرّة في جميع أنحاء سوريا، وخلق الظروف الممهِّدة لعملية سياسية من خلال جنيف، يُمكننا فيها إشراك كل الأطراف في الطريق إلى الأمام".
من خلال تلك العملية، والتي لم "يجرِ البدء فيها" بعد رغم تصريح تيلرسون في السادس من أبريل، سيقرر المجتمع الدولي "مصير بشار الأسد".
ولا شيء في تصريح تيلرسون أفاد بأنَّ "مصير" الأسد سيكون رحيله عن السلطة. و"المناطق المستقرة" في سوريا، التي سهّلت روسيا خلقها، قوّت من موقف الأسد، ولم تُبدِ روسيا أي علامة على تخليها عن عميلها. ولم يحدد تيلرسون متى "ستُنهي" الولايات المتحّدة حربها ضد داعش.

الأكثر من ذلك، أنَّ تيلرسون ألمح إلى أنَّ إسقاط الأسد سيكون كارثياً، مُشيراً إلى مغامرة أوباما في ليبيا التي أسقطت معمر القذافي. وقال: "كل مرة تتدخل فيها وتُجري تغييراً عنيفاً في القيادة العُليا، يكون من الصعب جداً خلق ظروف تمهّد للاستقرار على المدى الطويل".
لكن، إن كان تيلرسون يفضّل الاستقرار على تغيير النظام مرة أخرى، فإنَّ نيكي هالي فعلت العكس.
ففي تناقضٍ مع تصريحها في الثلاثين من مارس/آذار، قالت نيكي إنَّ الولايات المتّحدة يمكن أن تكون لها "أولويات متعددة" في سوريا تتجاوز هزيمة داعش. واتفقت مع تيلرسون على أهمية "الحل السياسي"، لكنّها ملأت الفراغات بشأن الحدّ الذي تريد الولايات المتّحدة الوقوف عنده. وقالت: "لا نرى أي طريقٍ لتحقيق السلام في المنطقة في ظل وجود الأسد على رأس الحكومة السورية، ويجب أن نحرص على دفع تلك العملية. الحل السياسي يجب تحقيقه لمصلحة شعب سوريا".
وحسب ما قالته نيكي لمحطة "إن بي سي"، فإنَّ الرسالة الموجَّهة إلى روسيا هي: لن نسمح لكم بالتغطية على جرائم هذا النظام بعد الآن".
وفي حوارٍ له مع قناة "فوكس نيوز"، بدا أن ماكماستر يُدعِّم رؤية نيكي للدبلوماسية الأميركية في سوريا، مُلقياً عبء تقرير مصير الأسد على روسيا.
وقال ماكماستر: "من الصعب جداً فهم كيف يُمكن لحلٍ سياسي أن ينشأ من استمرار نظام الأسد. ولا نقول إنّنا الطرف الذي سيدفع في اتجاه ذلك التغيير"، مُضيفاً أنَّ روسيا عليها أن تسأل "أسئلةً صعبة" مثل: "هل ندعم ذلك النظام القاتل الذي يرتكب جرائم القتل الجماعي بحق شعبه ويستخدم أبشع الأسلحة المُتاحة؟".
وغاص ماكماستر في مستنقع "داعش أولاً" من بعد تيلرسون، إذ قال: "ينبغي أن تكون هناك درجة من النشاط الموازي، وكذلك وضع هزيمة داعش أولاً".
وبسؤالها عن سبب رسم الولايات المتّحدة الخط الأحمر عند الأسلحة الكيماوية عوضاً عن البراميل المتفجّرة التي استخدمتها قوات الأسد في قتل عددٍ لا يُحصى من المواطنين السوريين، ردّت نيكي هالي قائلةً: "هذا قرارٌ متروك للرئيس اتخاذه". وبتوجيه السؤال نفسه لماكماستر، اتفق معها قائلاً: "الرئيس سيتخذ أي قرارٍ يظنّه في مصلحة الشعب الأميركي".
 
السياسة رقم 5 - الولايات المتّحدة ستردّ عسكرياً على البراميل المتفجّرة: 10 أبريل/نيسان
أشار شون سبايسر، المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض، يوم الإثنين إلى أنَّ ترامب قد اتخّذ القرار الذي ألمح إليه ماكماستر ونيكي. فالآن تضع الولايات المتّحدة البراميل المتفجرة في مكانة الأسلحة الكيماوية. وحيث إنَّ الولايات المتّحدة استجابت للأسلحة الكيماوية بصواريخ التوماهوك، فإنَّ تعليقات سبايسر تُشير إلى تدخل عسكري أكبر في سوريا غير مرتبط بالأسلحة الكيماوية، حتى مع تعريف ماكماستر للضربة بطريقةٍ تُشير إلى أنَّ الولايات المتّحدة تسعى إلى مجرّد ضربة رادعة ذات مصداقية لمنع استخدام الأسلحة النووية في المستقبل.
وقرأ سبايسر من ملاحظاتٍ مُعدَّة مسبقاً، على الأرجح بشكلٍ متعمد، قائلاً: "منظر إلقاء الغاز على الناس وتفجيرهم بالبراميل يضمن أننّا إذا رأينا هذا النوع من التحرّكات في المستقبل مرةً أخرى فإنَّ احتمالات التحرّك العسكري ستكون مفتوحة".
لاحقاً، بعد تعرضه للانتقادات، قال سبايسر إنّه كان يُشير فقط إلى البراميل المتفجّرة التي تحتوي على غاز الكلور، أو أية مواد كيميائية مصنّعة أخرى. لكن هذا سيمثّل أيضاً توسعاً كبيراً في قواعد تدخل الولايات المتحدة في سوريا. فالنظام متهم باستخدام غاز الكلور في هجماته 16 مرة على الأقل منذ عام 2013.
وخلال ساعات، أصدر ماتيس بياناً آخر حدّد فيه أهداف الولايات المتّحدة بشكلٍ معتدل، ووضوحٍ غير معتادٍ من إدارة ترامب.
وقال ماتيس، وهو واحدٌ من المحُاربين القدامى في حربي العراق وأفغانستان: "كانت الضربة العسكرية الأميركية الموجّهة لمطار الشعيرات في السادس من أبريل/نيسان رداً محسوباً على استخدام الحكومة السورية للأسلحة الكيماوية".
وأضاف: "وجّه الرئيس بتنفيذ تلك الضربة من أجل ردع الاستخدام المستقبلي للأسلحة الكيماوية، وإظهار أن الولايات المتّحدة لن تقف ساكنة بينما يقتل الأسد الأبرياء بالأسلحة الكيماوية، التي يحظرها القانون الدولي، وأعلنت سوريا عن تدميرها سابقاً".
ولم يذكر ماتيس البراميل المتفجرة، مما يُشير إلى موقفٍ أقل حسماً من الموقف الذي قدّمه سبايسر.
وسنرى ما إذا كان تيلرسون سيُعلن عن السياسة رقم 6 في سوريا عند ذهابه إلى موسكو.
-مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية
 
========================
 
ديلي تلغراف :كيف علق نجل ترامب على الضربة الأمريكية بسوريا؟
 
http://arabi21.com/story/997555/كيف-علق-نجل-ترامب-على-الضربة-الأمريكية-بسوريا#tag_49219
 
نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية تقريرا لكل من سايمون جونسون وغوردون رينير، يشيران فيه إلى ما قاله نجل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تعليقا على الضربة التي وجهتها أمريكا لسوريا.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن نجل ترامب، إريك، قوله إن تحرك والده في سوريا يكشف عن أنه ليس في تحالف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ويقول الكاتبان إن إريك أعلن أن هذا الهجوم يثبت أن والده "لا يمكن التلاعب به" من الروس، حيث قال إريك إن تهديدات بوتين بالحرب لا "تستفزه"، وأضاف: "لن يكون هناك أحد أصعب منا" في حال "تجاوز" الرئيس الروسي الحدود، وأكد أن قرار والده الرد عسكريا على هجوم غاز الأعصاب في بلدة خان شيخون قبل أسبوع، جاء بتأثير من أخته إيفانكا، التي كتبت تغريدة، تقول فيها إنها "محطمة القلب وغاضبة" بسبب هذه المذبحة.
وتورد الصحيفة نقلا عن إريك، البالغ من العمر 33 عاما، الذي يدير مع شقيقه دونالد الصغير إمبراطورية والدهما العقارية، قوله إن والده "ملتزم بشدة" لبناء أكبر جيش في العالم؛ من أجل تحقيق السلام، حيث إنه يؤمن بعمق بفلسفة الرئيس السابق رونالد ريغان، التي تقوم على تحقيق السلام من خلال القوة.
ويشير التقرير إلى أن ترامب تعهد بتحسين العلاقات مع بوتين أثناء حملته الانتخابية، إلا أن إدارته تلاحقها -منذ فوزه- الاتهامات بدور المسؤولين الروس في حرف كفة الميزان لصالح المرشح الجمهوري ضد المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
ويلفت الكاتبان إلى أن إريك علق على ذلك بالقول إن والده كان في الحملة الانتخابية يدعو لأن تقيم بلاده "علاقة صداقة جيدة مع بقية القوى العظمى" إن أمكن، ووصف الاتهامات بوجود دور روسي في انتخاب ترامب بـ"التافهة"، وقال: "لو كان هناك شيء ظهر من ضرب سوريا، فإنه تأكيد حقيقة عدم وجود علاقات مع روسيا".
وتذكر الصحيفة أن إريك كان يتحدث من ملعب الغولف الذي يملكه والده في تيرنبري في إيرشاير، وقال: "إن لم يحترمونا وقاموا بتجاوزنا، حسنا، فلا يوجد شخص صلب ولديه القوة أكثر من أي شخص، فنحن لسنا في وضع سيئ كما في السابق، وربما اكتشفنا أننا لن نكون كذلك".
وينوه التقرير إلى أن إريك رد على سؤال عن تهديد بوتين بالتصعيد العسكري في سوريا، قائلا إن والده "ليس بالشخص الذي يتم استفزازه، وأقول لك إنه صعب المراس، ولا يمكن لأحد التلاعب به، وربما تحركت الأوراق بالطريقة التي يريدونها، لكنه رجل صعب".
وقال إريك إن والده تأثر بشكل عميق بالصور التي ظهرت على التلفزيون في أعقاب الهجوم الكيماوي، الذي قتل فيه الأطفال، "الذين تم رشهم بالمياه حتى لا تحترق بشرتهم"، وأضاف رجل الأعمال الذي ينتظر مولودا: "كان أمرا فظيعا، هؤلاء الأشخاص وحوش، وأنا سعيد بالطريقة التي تم من خلالها الرد على هذا الهجوم".
ويورد الكاتبان نقلا عن إريك قوله عن شقيقته إيفانكا، أنها "أم لثلاثة أطفال، وكان لها تأثير، وأنا متأكد أنها قالت: (انظر، هذا أمر فظيع)، ويتصرف والدي أحيانا بهذه الطريقة"، وأضاف: "بالمناسبة، قبل عامين فإنه كان ضد عمل أي شيء في سوريا، لكن أن يقوم زعيم بضرب أبناء شعبه بالغاز، نساء وأطفال، فأمريكا في النهاية هي زعيم العالم والقوة العظمى، ويجب أن تتقدم وتتحرك وبدعم كبير من حلفائنا، وأعتقد أن هذا شيء عظيم".
وتقول الصحيفة إن إريك رفض ما قيل عن أن والده تصرف باندفاع وبشكل متهور بعدما شاهد الصور، مؤكدا أن والده "مفكر عظيم وعملي وليس متهورا"، وقال: "أنا فخور أنه قام بهذا التحرك، وأعتقد أنه فكر بما فعل".
ويفيد التقرير بأن مقابلة الصحيفة مع نجل الرئيس ترامب جاءت في وقت دعا فيه وزير الخارجية البريطانية بوريس جونسون إلى فرض عقوبات جديدة على روسيا إن لم تقم بسحب قواتها من سوريا ووقف دعمها لرئيس النظام السوري بشار الأسد، لافتا إلى أن وزراء خارجية مجموعة الدول السبع اجتمعوا في روما يوم أمس الاثنين؛ للتباحث حول كيفية وضع ضغوط على الرئيس بوتين، والاتفاق على فحوى الرسالة التي سيوجهها وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون للقيادة الروسية يوم غد الأربعاء، حيث قال جونسون إن الهجمات الصاروخية "غيرت قواعد اللعبة"، وأضاف أن روسيا الآن بحاجة "للخروج" من سوريا؛ لأن الارتباط "بنظام مسموم يقوم بتسميم سمعة روسيا".
ويبين الكاتبان أنه في تطور لافت للسياسة الأمريكية، فإن جونسون فهم من تيلرسون أن الولايات المتحدة تدعم تغيير النظام في سوريا، مع أن وزير الخارجية رفض يوم الأحد الدعوة مباشرة لتغيير النظام في دمشق، وقال تيلرسون قبل بداية لقاء وزراء مجموعة الدول السبع إن الجرائم التي ارتكبها النازيون في الحرب العالمية الثانية "تعد إلهاما لنا"، وذلك بعد زيارته نصبا تذكاريا في إيطاليا لـ560 شخصا قتلتهم الجماعات النازية "وافين- أس أس" عام 1944، وأضاف: "سنلزم أنفسنا بمحاسبة كل من يرتكب جرائم ضد الأبرياء في أي مكان في العالم".
وبحسب الصحيفة، فإن الكرملين رد من خلال التقليل من أهمية زيارة تيلرسون لروسيا، حيث قال إن برنامجه لا يشمل لقاء مع بوتين، كما ورد في تقارير سابقة، وأعلن عن نجاح اختبارات لغواصات نووية في بحر البلطيق، وحذر من أن موسكو سترد في حال أطلقت الولايات المتحدة صواريخ جديدة على سوريا.
ويذكر التقرير أن وزير الخارجية الأمريكي أكد أنه لا يتوقع تغيرا قريبا في النظام السوري، مؤكدا أن أولوية الولايات المتحدة هي إحلال الاستقرار في سوريا، إلا أن المتحدث باسم البيت الأبيض قال: "لو ضرب طفل بالغاز فسترى ردا من هذا الرئيس".
ويشير الكاتبان إلى أن وزير الخارجية البريطاني السابق ويليام هيغ، نشر مقالا قال فيه إن "الحقيقة المؤسفة" التي اكتشفها الرئيس ترامب، هي أن "روسيا في ظل بوتين ليست شريكا يمكن الاعتماد عليه"، لافتين إلى قول جونسون إن تيلرسون يمكنه الذهاب هذا الأسبوع إلى روسيا برسالة واضحة من الدول السبع للروس، مفادها: "هل يريدون الاستمرار بدعم النظام السام؟ وهل سيظلون مرتبطين وللأبد برجل يضرب شعبه بالغاز؟ أم أنهم يريدون العمل مع الأمريكيين وبقية الدول السبع من أجل مستقبل جديد لسوريا؟".
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى قول جونسون إن الهجوم الكيماوي، والرد الأمريكي السريع، قدما "فرصة جوهرية" لإيجاد حل سياسي للحرب التي مضى عليها ستة أعوام.
========================
الصحافة الفرنسية والالمانية :
 
إسبري :جوناثان شارلييه : «مسلخ» صيدنايا في تقرير منظمة العفو
 
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/21252287/«مسلخ»-صيدنايا-في-تقرير-منظمة-العفو
 
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٢ أبريل/ نيسان ٢٠١٧ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
تتهم منظمة العفو الدولية (أمنيستي إنترناشونل) النظام السوري، في ضوء معطيات حوالى مئة مقابلة، بجرائم في حق الإنسانية هي الإعدام العرفي ومن غير محاكمة لـ 5000 إلى 13000 شخص في سجن صيدنايا في أثناء المدة بين أيلول (سبتمبر) 2011 وكانون الأول (ديسمبر) 2015. ويذكّر تقرير الجمعية غير الحكومية بتاريخ الاختفاءات القسرية ومجازر النظام السوري في حق المسجونين. وهذا النظام، على خلاف اسطورة لا يزال المجتمع الدولي يتداولها، ليس دولة، بل هو حزب يعمل على شاكلة عصابة عنيفة شاغلها استئصال شأفه الحياة السياسية. ومعتقل صيدنايا، على هذا، هو صورة مصغرة عن سورية. ويصدق هذا على الطريقة التي توسل بها النظام الى اطلاق سراح الإسلاميين ليفترسوا الثورة. فهذه كان فصلها الأول احتجاجاً على تعذيب 15 مراهقاً تحدوا النظام حين خطوا على جدران مدرستهم بدرعا، في آذار (مارس) 2011، كتابات تندد به.
ويقع سجن صيدنايا العسكري على بعد 30 كلم شمال دمشق، ويعد بين 10 آلاف و20 ألف معتقل. وأحد أجنحته مبنى أبيض يسجن فيه عسكريون يتهمهم النظام بالخروج على ولائه. والجناح الثاني مبنى أحمر يحشر فيه مدنيون «اعترفوا» تحت التعذيب بارتكاب جريمة من الجرائم. وحين يصل المعتقلون الى المعتقل، يجردون من كل اغراضهم. وفي اثناء ما يسميه الحرس «حفل الاستقبال» يضربون بحبل معدني مكهرب، وبأشلاف حديد وكرابيج مصنوعة من مطاط دواليب جرارات مقدد. وبعد مدة تدريب على الخوف من سرداب تحت الأرض قد تدوم شهراً كاملاً، يوزع المعتقلون على مهاجع جماعية قد يبلغ عدد المسجونين المحشورين في واحدها 30 مسجوناً، تقع في الدور الأرضي. ويعين احد المسجونين شاويشاً على زملائه في المهجع. ويتولى، يومياً، الدلالة على المسجونين الذين ارتكبوا مخالفة، وقد يحكم فيه بعقوبة الإعدام إذا لم يقم بمهمته كاملة.
والتعذيب أمر شائع ودوري، وهو ليس وسيلة الى انتزاع الاعترافات في هذه الحال، بل ان غايته هي القصاص والإذلال. فيأمر الحرس معتقلاً باغتصاب معتقل آخر، وجزاء الإحجام عقوبة قاسية. ويحرم المعتقلون من الطعام، فلا تلبث عظامهم ان تبرز تحت جلودهم. ويحرمون ماء الشرب معظم الأوقات: «في اليوم التاسع يحمل المعتقلون على شرب بولهم. وفي الشتاء يعضهم البرد، ويجبرون على ارتداء لباسهم التحتي. ويصابون بداء الكَلَب، وبالإسهال والغرغرينا على أثر جروح مهملة. ويحرمون من الطبابة، وعليهم التزام الصمت في الأوقات كلها.
وتدوم «محاكمة» المعتقل أقل من 3 دقائق، وتنظر محكمة عسكرية في القضية من غير مرجع قانوني، ومن غير حضور محامي دفاع. والأحكام مبرمة ونهائية، ولا تقبل الاستئناف أو غيره من طرق المراجعة. وتصدق على أحكام الإعدام مراجع النظام العليا. وفي أثناء الليل، مرة أو اثنتين في الأسبوع، ينادى على نحو 50 معتقلاً بذريعة نقلهم الى سجن مدني، فيصطفون الواحد بعد الآخر في «قطار»، ويتوجهون إلى دور تحت الأرض، وهناك يشتمون ويضربون إلى حين مجيء «اللجنة». وعند مثول المعتقل أمام اللجنة، تعصب عيناه ولا يعلم شيئاً عما يحصل. ويؤمر بالبصم بإبهامه على ورقة دوّن عليها اسمه، واسم والدته، ومحل ولادته، ورقم هويته، ووصيته. وحين تمتلئ الجهة بالمحكومين المدانين يشد حبل على أعناقهم، ويُدفعون في الفراغ. وبعد انقضاء نحو ربع ساعة على تعليقهم مشنوقين، يعمد الجنود الى شد من بقوا أحياء إلى تحت، ويدقون أعناقهم.
وقبيل الفجر، تحمَل الجثامين في شاحنات، وتسجل في مستشفى تشرين. وغالباً ما تعزى أسباب الوفاة إلى «نوبة قلبية» أو «توقف عن التنفس»، وتترك في حفر قرب المباني. وفي ختام التقرير، تسأل منظمة العفو:» ماذا ينتظر المجتمع الدولي بعد؟ فالعالم كان شاهداً على قصف المناطق المدنية من غير رحمة، وعلى الاختفاء الجماعي، والحصار الذي تنجم عنه المجاعات والتعذيب المنهجي. وهذا التقرير يقدم الأدلة على إعدامات من غير محاكمة، وعلى سياسة ترمي إلى استئصال «المعتقلين». وينتهي التقرير إلى توصيات يتوجه بها إلى بعض وكالات الأمم المتحدة. ومعظم هذه مكفوف اليد بسبب معارضة روسيا الثابتة. ويدعو التقرير الدول إلى مزاولة صلاحياتها القضائية العامة، وإلى التثبت من أن طالبي اللجوء من ضحايا التعذيب يتلقون المعالجة التي يحتاجون إليها، ومن مساعدة جمعيات حقوق الإنسان السورية.
 
 
* كاتب، عن «إسبري» الفرنسية، 3/4/2017، إعداد منال نحاس
========================
 
لوفيغارو :جورج مالبرونو: ماذا وراء الهجوم الكيماوي؟
 
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/21252284/ماذا-وراء-الهجوم-الكيماوي؟
 
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٢ أبريل/ نيسان ٢٠١٧ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
تدور اسئلة وشكوك على ما وراء شن دمشق هجوماً كيميائياً في خان شيخون. فهل الهجوم دليل على انقطاع الرئيس بشار الأسد من العالم أم على الافتقار الى المنطق أو على رغبة غلاة الجهاز الأمني- العسكري في إبراز دورهم؟ ووقع الهجوم وقعَ المفاجأة على كثر، منهم ديبلوماسي في الأمم المتحدة. فإثر طردهم من حلب الشرقية في نهاية كانون الأول (ديسمبر) المنصرم، يشعر الثوار المعتدلون بالهزيمة والخيبة. وعلى خلاف هجوم 2013 الكيماوي، لم يعد النظام السوري يواجه خطراً وجودياً، وطمأن دونالد ترامب الرئيس السوري الى ان رحيله لم يعد أولوية اميركية. وبدا ان الموقف الأميركي يطابق الموقف الروسي الذي يبقي الأسد في السلطة الى نهاية المرحلة الانتقالية أو نهاية ولايته في 2021.
ولكن ما الذي حمل الأسد على هذا الهجوم؟ تسعى فرضيات كثيرة الى جواب السؤال هذا، أولها يستند الى رغبة النظام في بلوغ اقصى مراحل العنف السياسي والوحشية لإثبات انه مفاوض لا غنى عنه في سورية الغد. وإثر الدعم الروسي، بدا ان الأسد يحسِب ان الرد الأميركي ضعيف أو لا يذكر على مثل هذه العمليات. «فغياب الرد الأميركي يظهر للسوريين من جديد عجز الغربيين عن التدخل، ويحمل المترددين منهم على العودة الى حضن الدولة»، يقول الباحث وسيم نصر. والعجز الغربي يحمل الثوار المعتدلين، وهم قلة نادرة، على الارتماء في حضن الجهاديين المتطرفين. وهذا يسوغ لدمشق قتالهم الى آخر رمق، مثلما يفعل التحالف الدولي في العراق المجاور.
وفي مقابلته الأخيرة مع صحيفة كراوتية، قبل الهجوم الكيماوي، أعلن الأسد ان لا خيار غير النصر. ويرجح جنرال فرنسي يشارك في العمليات الجوية الخارجية ان القادة الروس لم يخفَهم مسار العملية الجوية على ما يقتضي التنسيق الجوي. فثمة تقرير يُعد كل 48 ساعة ويحدد من يحق له الإقلاع ومواعيد الإقلاع ومكانه. و»لكن وفق العملية، قد يتكتم على هدفها المحدد، ويذكر موعد الإقلاع ومنطقة وجهتها فحسب. والسوريون والروس يتبادلون اكبر عدد من المعلومات عن اهدافهم، ويقصف كل منهما دورياً مواقع من دون اطلاع الآخر مسبقاً»، يقول الجنرال الفرنسي.
والفرضية الأخرى تذهب الى ان غلاة الجيش السوري هم وراء هذه الجريمة. «فهم لا يصغون الى الروس، وهذا ما لاحظناه اكثر من مرة»، يقول ديبلوماسي اممي. وموسكو بادرت الى هيكلة جيش النظام المتداعي. وإثر اجلاء الثوار من حلب، شعر كبار الضباط السوريين بالغضب، بعد ان وضعتهم روسيا امام الأمر الواقع. فهي ابرمت مع تركيا اتفاق اجلاء لم ترغب فيه دمشق. والتوتر بين الأسد وحماته الروس لا يخفى. فالاستخبارات الروسية حظرت على الرئيس الاحتفال في حلب بالنصر على المتمردين. ومن مظاهر غضب النظام من القبضة الروسية ضرب سلاح الجو السوري قافلة اغاثة في شمال حلب. وهذه العملية رصدتها درون روسية. وغالباً ما لا تلتزم دمشق التوصيات الروسية. ويروي المسؤول الأممي أن الروس انتزعوا من دمشق الامتناع من القصف بالبراميل المتفجرة، ولكن هذه ما لبثت ان استأنفت مثل هذه الضربات. وعليه، قد تظهر عملية خان شيخون أن غلاة الجيش السوري يضعون روسيا أمام أمر ناجز ليظهروا لها ان يدها غير مطلقة في بلدهم. وفي سياق التنسيق المسبق، لا يسع الحليف الروسي اتهام دمشق بأنها اخفت العملية عنها وطعنتها في الظهر. وتنتهي الفرضية هذه الى التساؤل عن عِلم الأسد نفسه بالعملية. وهو اعلن في 2013 اثر الهجوم الكيماوي أن مثل هذه القرارات مركزي. ولكن مذ ذاك، دخلت على خط الحرب اطراف كثيرة، واضطر الأسد الى التشارك في السلطة مع الروس والإيرانيين، وربما غيرهم في اعلى الهرم العسكري- الأمني.
* مراسل، عن «لوفيغارو» الفرنسية، 7/4/2017، إعداد منال نحاس
========================
 
فيلت: ما هي تداعيات الاتفاق الروسي الإيراني بشأن سوريا؟
 
http://arabi21.com/story/997713/فيلت-ما-هي-تداعيات-الاتفاق-الروسي-الإيراني-بشأن-سوريا#tag_49219
 
نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا، تطرقت فيه إلى تداعيات الاتفاق الروسي الإيراني حول التصدي للهجمات الأمريكية المرتقبة؛ وذلك بهدف فك العزلة التي تواجه روسيا وإيران على خلفية موقفهما الداعم للنظام السوري.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الهجوم الأمريكي على مطار الشعيرات العسكري أدى إلى ارتفاع وتيرة الخلافات بين الدول الغربية من جهة، وروسيا وإيران من جهة أخرى.
وفي هذا السياق، اتهمت روسيا الولايات المتحدة الأمريكية بتجاوز "الخطوط الحمراء"؛ إثر إقدامها على مهاجمة القاعدة الجوية السورية.
وأكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة عدلت من موقفها حيال بشار الأسد. وفي هذا الصدد، صرحت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، أن أولويات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فيما يتعلق بالقضية السورية تتمثل في تنحية الأسد، إلى جانب مكافحة تنظيم الدولة، والحد من النفوذ الإيراني في سوريا.
وأكدت الصحيفة أن ترامب أعلن خلال حملته الانتخابية في عدة مناسبات عن عدم رغبته في إقحام الولايات المتحدة في أي تدخل عسكري في المستقبل. في المقابل، سارع ترامب إلى تحميل النظام السوري مسؤولية الهجوم الكيميائي الأخير، ليتم قصف القاعدة العسكرية الجوية في سوريا.
واعتبرت روسيا هذه الغارة بمثابة انتهاك للقانون الدولي، في حين سارعت لإعلان قرارها بتعزيز الدفاع الجوي السوري. كما تحدث بيان منسوب لغرفة العمليات المشتركة بين روسيا وإيران وقوات النظام السوري أنه سيتم الرد على أي هجوم أمريكي في المستقبل.
وأوضحت الصحيفة أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره الإيراني، حسن روحاني، الأحد الماضي، واتفق الطرفان خلالها على عدم التسامح مع أي هجوم تشنه الولايات المتحدة ضد النظام السوري، وذلك وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الروسية، تاس. بالإضافة إلى ذلك، دعا الرئيسان إلى إجراء تحقيق حول حقيقة استخدام مواد كيميائية في خان شيخون.
وتابعت الصحيفة بأن الدول الغربية استنكرت هجوم خان شيخون. وفي هذا الصدد، أكد وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، بحسب صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، أن "روسيا، الحليف الرئيسي للأسد، تتحمل مسؤولية كل ضحية سقطت خلال الأسابيع الماضية".
وبينت الصحيفة أنه، وفي حال أراد بوتين التبرؤ من دماء ضحايا الأبرياء، عليه أن يعمل على إقناع النظام السوري بالتخلي عن كل الأسلحة الكيميائية، وأن ينخرط في نطاق جهود الأمم المتحدة من أجل إحلال السلام في سوريا.
وأفادت الصحيفة بأن هذه الخلافات تعزى إلى الدعم العسكري الذي تؤمنه كل من روسيا وإيران للنظام السوري، الذي يخوض حربا ضروسا ضد قوات المعارضة المدعومة من تركيا والسعودية وقطر، فضلا عن الولايات المتحدة.
وأوضحت الصحيفة أنه، وكرد فعل على هجوم قاعدة الشعيرات، علقت روسيا العمل بالاتفاق الروسي الأمريكي حول تبادل المعلومات، الذي يهدف إلى تلافي الحوادث الجوية في المجال الجوي السوري.
وأوردت الصحيفة أن الموقف الأمريكي تجاه الوضع في سوريا بدا متذبذبا. فقد صرحت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، أثناء لقاء صحفي مع قناة "سي إن إن" الأمريكية، بأنه "لا نعتقد أن السلام في سوريا ممكن في ظل بقاء الأسد في السلطة".
خلافا لذلك، أفاد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، خلال لقاء مع شبكة "سي بي أس إن"، بأن "مكافحة تنظيم الدولة تعدّ الأولوية القصوى للحكومة الأمريكية. وبعد القضاء على تنظيم الدولة أو احتوائه، يمكن أن تفكر الإدارة الأمريكية في تحقيق الاستقرار في المنطقة، ومن ثم البدء في عملية السلام".
ونقلت الصحيفة تصريحات الزعيم الشيعي، مقتدى الصدر، الذي أدان هجوم الشعيرات. وفي هذا السياق، أفاد الصدر بأن "هذا الهجوم قد يجر المنطقة إلى حرب، كما يمكن أن يؤدي إلى تعزيز انتشار تنظيم الدولة في المنطقة".
وذكرت الصحيفة أن تركيا دعت إلى تنحية الأسد. وفي هذا الإطار، قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاويش أوغلو، في تصريح لقناة "تي آر تي هابر"، إنه "يجب أن تضع روسيا حدا لدعمها للنظام السوري".
========================
الصحافة الروسية :
 
صحيفة روسية: أين ستسقط صواريخ توماهوك المقبلة وما الرد؟
 
http://www.irakna.com/2017/04/12/صحيفة-روسية-أين-ستسقط-صواريخ-توماهوك-ا/
 
أكد الأستاذ المساعد في كرسي النظرية السياسية في معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، كيريل كوكتيش، إن فرصة استمرار العمليات العسكرية الأمريكية في سوريا، ما زالت ضعيفة.
وقال في مقابلة مع صحيفة “أرغومينتي إي فاكتي” الروسية، حول احتمال قيام البنتاغون بعمليات عسكرية جديدة، وعن موقعها بالضبط إذا كان الأمر كذلك، إن الموارد لدى ترامب تكفي فقط لشن عمليات محدودة ومحددة، أما بشأن سوريا، فإن اهتمامه الأكبر انصب حول التأثير الاستعراضي لعملية قصف القاعدة الجوية السورية.
وأضاف: “من الواضح أن الضربة الصاروخية في سوريا كانت ضرورية لترامب لأسباب أمريكية داخلية: حيث كان على ترامب البرهنة على أنه رئيس وزعيم، قادر على ضرب الطاولة بقبضة يده، وأنه ليس “دمية بيد بوتين”. وقد تم تحقيق جميع هذه الأسباب ولم يبق شيء غيرها”.
وتابع: “أما إلى أي حد سيستمر اللعب بهذه الأوراق لاحقا فإن هذا موضوع خاضع للجدل. وأنا لا أتوقع أن الأمر سيتحول إلى عملية واسعة النطاق وحضور كامل على الأرض في سوريا، وخاصة أن المخاطر تتزايد. ولذلك، أعتقد أن الخيار الأكثر واقعية، هو التطور الهادئ للأحداث، والاستفادة من نجاح الضربة، في المقام الأول في السياسة الأمريكية الداخلية”.
وأشار الخبير الروسي إلى أن المخاطر التي تحدق بتكرار العملية السورية في إيران أو كوريا الشمالية هي أكبر بمقادير لا حد لها، مضيفا أن “الفارق هنا مقارنة بسوريا يكمن في التدابير العسكرية الجوابية لكلتا الدولتين. فإيران في أسوأ الأحوال قادرة على إغلاق مضيق هرمز، وتعطيل حركة بواخر تصدير النفط من بلدان الخليج. وسوف يعاني من جراء ذلك في المقام الأول الحلفاء المقربون للولايات المتحدة. هذا، فضلا عن القدرات الإيرانية وتدابير الرد العسكري الإيراني: وأقلها توجيه ضربات إلى بلدان الحلفاء المقربين للولايات المتحدة”.
وأردف: “أما لو تحدثنا عن كوريا الشمالية، فبالطبع لن يكون الجيش الكوري الشمالي قادرا على الوصول إلى المدمرات الأمريكية. ولكن أصبح من المسلم به ومنذ زمن بعيد أنه قادر على الوصول إلى سيئول عاصمة كوريا الجنوبية، وهناك يعيش 25 مليون نسمة وعلى مسافة تبعد 25 كم عن الحدود الفاصلة بين الدولتين الكوريتين”.
وأكد أنه ثمن توجيه ضربة إلى إيران أو كوريا الشمالية – واقعية أو استعراضية – سوف يكون باهظا إلى حد غير مقبول من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، مضيفا: “لهذا أنا لا أعتقد أن الأمريكيين ستكفيهم الجرأة للإقدام على حتى على بعض التدابير الصارمة”.
 
========================
 
موسكو تايمز :فلاديمير فرولوف: روسيا تحاصر نفسها في سورية
 
http://www.alhayat.com/Opinion/Writers/21252282/روسيا-تحاصر-نفسها-في-سورية
 
النسخة: الورقية - دولي الأربعاء، ١٢ أبريل/ نيسان ٢٠١٧ (٠١:٠ - بتوقيت غرينتش)
مفارقة غريبة أن يرتبط زئبق العلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا باستخدام الأسلحة الكيماوية في سورية. ففي آب (أغسطس) 2013، بعد هجوم غاز السارين المروع الذي شنه الجيش السوري على الغوطة الشرقية وأودى بحياة أكثر من 1500 شخص، أوشك باراك أوباما على الأمر بضربات في سورية، لكنه قبِل عرض فلاديمير بوتين تدمير أسلحة الأسد الكيماوية تحت إشراف دولي. وتتواجه، اليوم، موسكو وواشنطن مرة أخرى، إثر الضربات الصاروخية الأميركية على قاعدة جوية سورية رداً على ما يبدو أنّه استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية في 4 نيسان (أبريل) ضد مناطق المعارضة في إدلب. وأسفر الهجوم عن مقتل أكثر من 70 شخصاً، معظمهم من الأطفال.
وكان من المفترض أن تكون مكافحة داعش عاملاً يجمع أميركا وروسيا لإعادة إطلاق علاقتهما تحت قيادة ترامب، الذي أبدى بعض الاستعداد للعمل مع الأسد في مكافحة الإرهاب. وقبل أيام قليلة من الهجوم الكيماوي، اعترف البيت الأبيض ووزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون بـ «الواقع السياسي المتمثل ببقاء الأسد» في السلطة. ولكن الهجوم الكيماوي في إدلب غيّر كل شيء. وأحدث تحولاً جذرياً في موقف ترامب من سورية والأسد، وجعل من العسير عليه تجنب عمل عسكري ضد النظام السوري لمعاقبته وردع هجمات جديدة. وقال تيلرسون إن روسيا وإيران تتحملان المسؤولية الأخلاقية عن مقتل المدنيين في الهجوم. ودعا روسيا إلى إعادة النظر في دعمها للأسد، وفتح الباب أمام تغيير النظام في سورية. وهذا انعطاف كبير في مواقف ترامب يطيح آمال موسكو في تحسن العلاقات مع واشنطن. وعلى الكرملين اليوم أن يجد إستراتيجية جبه هذه المشكلة. ولحسن الحظ، لدى فلاديمير بوتين بعض الخيارات التي في وسعه اقتراحها على تيلرسون حين لقائه في موسكو.
والرد الأولي لروسيا على الهجوم الكيماوي كان دفاعاً كاملاً عن سلاح الأسد الجوي: القصف استهدف مصنع أسلحة كيماوية للمتمردين الذين عرضوا أشرطة فيديو عن أطفال ماتوا جراء التعرض لغاز السارين. وجلي أن الهجوم أخذ موسكو على حين غرة، إذ فشل أصدقاء روسيا في سورية في اطلاعها على الغارة قبل حدوثها. ورداً على هجوم ترامب الصاروخي على سلاح الأسد الجوي، نحت روسيا إلى تشدد خطابي، ولكن ردها كان محدوداً. ووصفت موسكو الضربة بالعدوان على دولة سيدة، وعلقت العمل بالاتفاق العسكري مع أميركا، وهو يساهم في تجنب حوادث في المجال الجوي المزدحم في سورية. وواشنطن أبلغت موسكو من طريق آليات هذا الاتفاق، بالضربة قبل حصولها. وقد تعزز روسيا أنظمة الدفاع الجوي في سورية لعرقلة العمليات الأميركية هناك، ولكن هذا لن يغير في الأمر شيئاً. ولا يخفي موسكو أن الذي حصل هو هجوم أحادي لإثبات صدقية واشنطن في التزام المعايير الدولية الحيوية. وإلى اليوم، تدافع روسيا عن النظام السوري، ولكن هذه المرة قد يكون الأسد تمادى، ولم يحترم بوتين وجعله يبدو عاجزاً عن ضمان اتفاق الأسلحة الكيماوية مع واشنطن أو متواطئاً معه في انتهاك الاتفاق. وأهان الأسد بوتين أمام ترامب وجعله يبدو ضعيفاً، وهو أمر يحمله الزعيم الروسي محمل جد.
ويشعر الروس أن الأسد ربما يحاول عمداً إطاحة مسار آستانة الذي أدلت فيه موسكو وأنقرة بنفوذها السياسي، في وقت يريد الأسد وطهران انتصاراً عسكرياً كاملاً، عوض ترتيب يقضي بتقاسم السلطة مع المتمردين المهزومين. فالرئيس السوري والإيرانيون غضبوا من انفراد أنقرة وموسكو بالحل. وسينتظر بوتين زيارة تيلرسون لتقييم الخيارات المتاحة، وما إذا كان من الأفضل لروسيا معاقبة الأسد تحت راية اللعبة الكبرى مع ترامب. ووضع بوتين الآن أفضل مما كان عليه في 2013، حين كان يحاول يائساً منع الضربات الجوية الأميركية ليتفادى الظهور في مظهر العجز. واليوم لم يعد أمام واشنطن خيار عسكري فعلي ضد الأسد، ولم يعد لديها الرغبة في إطاحته بالقوة. والضربات كانت رمزية. وهذا ما يبقي حصة روسيا في سورية آمنة.
وما يُقلق موسكو هو احتمال توسيع ترامب ما ترمي إليه بلاده في سورية، فتنتقل من السعي إلى هزيمة داعش إلى سياسة أوسع تعمل على إنهاء الحرب الأهلية وإبرام تسوية سياسية. وهذا الاحتمال- وهو ضعيف الحظوظ- يقلق روسيا، وتحديداً إذا لجأ ترامب إلى القوة العسكرية لإنفاذ الاتفاقات ووقف النار. وإذا ألقى تحقيق الأمم المتحدة مسؤولية الهجوم الكيماوي على دمشق، في وسع بوتين أن يؤدي دوراً إنسانياً من طريق معاقبة الأسد برفق، ومنع الطلعات الجوية لطائراته. وليس ثمة حلب أخرى أمام موسكو، فلماذا لا تسعى إلى تقييد قدرات الأسد العسكرية لجعله أكثر قبولاً للتسوية والتفاوض. ومثل هذا الاحتمال يثير غضب الإيرانيين. لكنهم كانوا كذلك يديرون عرضهم الخاص خلف ظهر روسيا. إدارة ترامب وإسرائيل تريدان أن تنأى موسكو بنفسها عن إيران وأهدافها في سورية. وعليه، قد يكون إبلاغ تيلرسون بأن روسيا تدعم أميركا في ملف إيران هو الأمثل. أما في الشأن الإسرائيلي، اعترفت روسيا بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، وتفوق موقفها الجريء هذا على مواقف ترامب.
 
 
* محلل سياسي، عن «موسكو تايمز» الروسي، 7/4/2017، إعداد علي شرف الدين
========================
 
الصحافة الامريكية :
 
معهد واشنطن :الغارات الجوية على سوريا: دروسٌ تاريخية وتداعياتها
 
http://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/military-strikes-on-syria-historical-lessons-and-implications
 
مايكل آيزنشتات
متاح أيضاً في English
7 نيسان/أبريل 2017
في الساعات الأولى من صباح السابع من نيسان/أبريل، أطلقت الولايات المتحدة تسعة وخمسين صاروخاً جوالاً من نوع "توماهوك" من مدمّرتين في شرق البحر الأبيض المتوسط على قاعدة الشعيرات الجوية جنوب حمص. وأفادت التقارير أنّ هذه القاعدة الجوية شكّلت نقطة انطلاق الطائرات العسكرية السورية التي أطلقت الذخائر الكيماوية على بلدة خان شيخون في الأسبوع الأول من نيسان/أبريل، لتعود وتستهدف أحد المستشفيات الذي كان يعالج الجرحى، مما أسفر عن مقتل ما يصل الى مائة شخص من المدنيين من بينهم عشرات الأطفال.
ووفقاً لبيان لوزارة الدفاع الأمريكية، استهدفت الغارة طائرات، وأماكن إيواء الطائرات المحصّنة، ومواقع تخزين النفط واللوجستيات، ومخازن إمدادات الذخيرة، وأنظمة الدفاع الجوي، والرادارات، لكنّها تجنّبت مرافق تخزين الأسلحة الكيميائية. ومن المرجّح أن يكون تأثير هذه الغارة على العمليات الجوية السورية متواضعاً، إذ إنّ قاعدة الشعيرات ليست إحدى القواعد الأساسية لعمليات نظام الأسد. ومن المرجّح أن يكون التأثير الأولي سياسياً، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان النظام السوري سيوقف الآن هجماته بالأسلحة الكيميائية، وما إذا كانت الجهات الفاعلة الأخرى ستضغط عليه لوقف هذه العمليات.
وربما كان الهدف من الغارة هو ردع القيام بالمزيد من الهجمات بالأسلحة الكيميائية، وبالتالي استعادة المصداقية الأمريكية. فقد أدّى فشل واشنطن في الحفاظ على "الخط الأحمر" الذي رسمته عام 2012 حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا إلى إضعاف العلاقات مع حلفائها وتقوية خصومها حول العالم. لذلك شكّل استخدام النظام لغاز السارين في الأسبوع الأول من نيسان/أبريل، في انتهاك لالتزاماته بموجب "اتفاقية حظر الاسلحة الكيمائية"، اختباراً مبكراً لإدارة ترامب. ولو لم تقم إدارة ترامب في الرد على إطلاق نظام الأسد للأسلحة الكيمائية لكان ذلك سيضر بالمصداقية الأمريكية، مع عواقب وخيمة في الشرق الأوسط وخارجه.
دروس من الماضي
كيف ستردّ سوريا على هذه الغارة؟ يمكن استخلاص بعض الأفكار المفيدة من الطريقة التي ردّت فيها دمشق على الغارات العسكرية السابقة ومن المحاولات الأمريكية السابقة في الدبلوماسية القسرية.
الغارات الإسرائيلية في سوريا. خلال العقد الأول من رئاسة بشار الأسد، شنّت إسرائيل عدداً من الهجمات في سوريا، من بينها غارة جوية على معسكر لتدريب الإرهابيين في تشرين الأول/أكتوبر 2003، وغارة جوية على مفاعلٍ نووي سرّي في أيلول/سبتمبر 2007، واغتيال العميد محمد سليمان في آب/أغسطس 2008، وهو الضابط في الجيش السوري الذي يقال أنّه كان منخرطاً في نقل الأسلحة إلى «حزب الله». وفي جميع هذه العمليات، تجنّبت سوريا الانتقام.
ومنذ عام 2013، شنّت إسرائيل عشرات الغارات الجوية على قوافل الأسلحة السورية الحاملة "أسلحةً واعدة" لـ «حزب الله»، ومنها صواريخ روسية متطورة من نوع أرض-جو وأرض-أرض وصواريخ مضادة للسفن. ولم تقرّ دمشق بهذه الغارات أو تردّ عليها حتى وقت قريب. إلّا أنّه منذ سقوط مدينة حلب في كانون الأول/ديسمبر المنصرم، شنّ الأسد هجومين بصواريخ أرض-جو على الطائرات الإسرائيلية التي استهدفت هذه القوافل، متحلياً بثقةٍ واضحة من انتصاراته العسكرية الأخيرة على قوات المتردين. بالإضافة إلى ذلك، ونظراً لتركيز الهجمات الإسرائيلية على منع هذه الشحنات عوضاً عن ضرب أهداف حساسة للنظام، استمرّت هذه القوافل على مر السنين، حيث أفادت التقارير بأن  بعض الأسلحة قد وصلت إلى وجهتها.
ما قبل استخدام الأسلحة الكيميائية.  في آب/أغسطس 2012، أدت المخاوف المتزايدة من احتمال استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية ضد المتمردين والمدنيين، إلى دفع الرئيس أوباما إلى تحذير دمشق من أنّ أي استخدام أو نشر للأسلحة الكيميائية هو "خطٌ أحمر" سوف "يُحدث تغييراً في حساباته". وفي تصريحاتٍ لاحقة، أضاف الرئيس الأمريكي أنّ استخدام الأسلحة الكيميائية سيكون "مرفوضاً تماماً" وسيحمل "تداعيات"، ولكن دون تحديد ماهيتها.
وقد تجاهل النظام هذه التحذيرات، وصعّد استخدامه للأسلحة الكيميائية بشكلٍ تدريجي خلال العام الذي أعقب ذلك، لتبلغ هذه الممارسة ذروتها في هجومٍ بغاز السارين في إحدى ضواحي دمشق في آب/أغسطس 2013 أودى بحياة أكثر من 1500 مدني وفقاً للتقارير. وقد وقع هذا الهجوم بينما كان مفتّشو الأمم المتحدة على بعد بضعة كيلومترات فقط في زيارةٍ للتحقيق في ادّعاءاتٍ سابقة عن استخدام الأسلحة الكيميائية. وفي الأزمة التي أعقبت ذلك، وافقت سوريا - وسط التهديدات العسكرية الأمريكية - على التخلي عن مخزونها من الأسلحة الكيميائية والانضمام إلى "اتفاقية حظر الاسلحة الكيمائية". إلّا أنّ النظام السوري عاد واستخدم غازَيْ الكلورين والسارين ضد المدنيين والمتمردين، في إشارة إلى أنه ربما قد احتفظ بأكثر العناصر فتكاُ في مخزونه من الأسلحة الكيميائية المحظورة. وباختصار، من خلال التدرجية والتعطيل والإنكار، تمكّن الأسد من التصدّي للخطوط الحمراء والقيود المفروضة على استخدامه للأسلحة الكيميائية، والالتفاف عليها في بعض الأحيان.
وتُظهر هذه التجارب ما يلي:
1. عند مواجهة خصمٍ عازم، غالباً ما تراجع الأسد.
2. عند مواجهة خصمٍ غير محدد الالتزام والعزيمة، يختبر الأسد الحدود [حدود هذا الخصم] من خلال استنزافها أو الاحتيال عليها عندما يكون ذلك ممكناً والتراجع عنها عند الضرورة.
3. عند مواجهة خصمٍ عازم على تعطيل أعماله دون أن ينجم عن ذلك تكاليف كبيرة، سيستمر في أهدافه.
ومع ذلك، فإن العوامل الموقعية التي يمكن قد أثّرت على بعض هذه النتائج السابقة قد لا تحدث التأثير نفسه اليوم. فعلى سبيل المثال، قد يعتقد الأسد الآن أنّه أوشك أن يكسر ظهر الانتفاضة التي دامت ستة أعوام بفضل دعم روسيا وإيران و «حزب الله»، الأمر الذي قد يزيد من قدرته على المخاطرة. وبالفعل، تشير جهود سوريا للتصدّي للغارات الإسرائيلية الأخيرة إلى أن الأمر قد يكون كذلك. وقد أفادت الأنباء أيضاً أنّ النظام قد شنّ المزيد من الغارات من قاعدة الشعيرات الجوية بعد ساعاتٍ قليلة من الغارة الأمريكية مستخدماً طائراتٍ تحمل ذخائر تقليدية.
الدبلوماسية القسرية في العراق. خلال تسعينيات القرن الماضي، لجأت الولايات المتحدة إلى الغارات الجوية والهجمات بالصواريخ الجوالة ونشر القوات من أجل نزع سلاح العراق وضبطه وردع عدوانه على الكويت والأكراد. إلّا أنّ بغداد لم تتوقف أبداً عن مقاومة عمليات التفتيش عن الأسلحة وقرارات حظر الطيران، التي اعتبرتها انتهاكاتٍ لسيادتها. وسَعَتْ إلى إضعاف عزيمة الولايات المتحدة من خلال القيام بأعمال تحدية مستمرة. ومالت الولايات المتحدة إلى الردّ بشكلٍ متوقّع، وتوجيه ضربات محدودة ضد الأصول المرتبطة بالاستفزازات (مثل مواقع الدفاع الجوي التي تهدد طائرات التحالف). وقد سمح هذا الأمر لصدّام حسين بإدارة المخاطر، والحدّ من تكاليف مخاطر سياسة حافة الهاوية، وبالتالي الحفاظ على سياسة التحدي التي اعتمدها، مما دفع واشنطن في النهاية إلى التخلي عن دعمها لعمليات التفتيش عن الأسلحة. ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كان بإمكان مقاربة أمريكية أكثر عدائيةً أن تكون أكثر فعاليةً، إذ كان صدّام يملك كمياتٍ هائلة من المعدّات العسكرية [التي أراد] التخلص منها، وكانت لديه دوافع كبيرة للمقاومة لأنّه كان يعتقد أنّه يقاتل حفاظاً على حياته وأنّه لا مجال له للظهور بصورةٍ ضعيفة.
وتحمل هذه التجربة العديد من الدروس الرئيسية التي يمكن تطبيقها في سوريا، وهي:
1. يمكن لردع الخصوم العازمين أو قسرهم أن يشكل تحدياً نظراً للاختلاف في الاهتمامات والدوافع والقدرة على المخاطرة.
2. غالباً ما يكون الحفاظ على الدبلوماسية القسرية صعباً مع مرور الوقت.
3. قد تؤدي التكاليف التراكمية للدبلوماسية القسرية إلى إضعاف الدعم المحلي والدولي للسياسة المعتمدة في نهاية المطاف.
ويقيناً، أنّ الوضع الحالي في سوريا فريدٌ من نوعه من عدّة نواحٍ لأنّ الأسد يعتمد بشكلٍ كبير على روسيا وإيران و «حزب الله» لاستمراره في السلطة. ونتيجة ذلك، من المؤكّد أنّ ردّه على غارة الشعيرات أو أي أعمال أمريكية مستقبلية سوف يتأثّر بلا شك وبشكلٍ كبير بروسيا وإيران. وسوف يتأثّر الحلفاء الثلاثة بما يسمعونه من واشنطن، فضلاً عن تقييمهم لنوايا الولايات المتحدة وعزيمتها. وبالتالي فمن غير الواضح ما إذا كانتا طهران وموسكو ستعتمدان المقاربة نفسها؛ على سبيل المثال، هل ستحثّان الأسد على التصرّف بحذر أو خداع أو صبر أو تحدي؟
وماذا بعد؟
تشير التجارب السابقة إلى أنّ الأسد سوف يستمرّ على الأرجح في تحدي المجتمع الدولي والطعن بالخط الأحمر على الأسلحة الكيميائية، وأنّ الحاجة قد تدعو إلى شن المزيد من الضربات لردعه عن القيام بذلك. وفي المرحلة القادمة، من الضروري أن توجّه الولايات المتحدة عملياتها العسكرية بناءً على الاعتبارات التالية المستمدة من الدروس المستفادة من الجهود السابقة في الردع والدبلوماسية القسرية في الشرق الأوسط، وهي:
1. عدم وضع خطوط حمراء إلّا إذا كانت الولايات المتحدة مستعدّة لإنفاذها.
2. الردّ على محاولات اختبار حدود الولايات المتحدة لأنّ عدم الردّ سوف لن يؤدّي سوى إلى ظهور تحدياتٍ إضافية.
3. ردع استخدام المزيد من الأسلحة الكيميائية وغيرها من الانتهاكات من خلال الحرمان والعقاب، وكلاهما يهدفان إلى زرع الريبة في حسابات الأسد للتكاليف مقابل المنافع حول الردود الأمريكية المستقبلية وإلى فرض التكاليف.
4. نظراً لأنّ الردود غير المتناسقة محظورة بموجب "قانون النزاعات المسلحة"، فيجب التصدي للتحديات بصورةٍ غير متماثلة، أي عدم الاكتفاء بضرب مصدر الاستفزاز فحسب، بل أيضاً المواقع القيّمة حقاً بالنسبة للنظام. فضرب الأصول "القابلة للاستبدال" سوف تمكّن الأسد من الاستمرار في تحديه، ومعايرة المخاطر، واختبار حدود الولايات المتحدة بأمانٍ أكبر.
5. توضيح أنّ غارة الشعيرات ليست بالضرورة عمليةً وحيدة من نوعها. وخلافاً لذلك قد يظن الأسد أنّه يستطيع أن يتخطى واشنطن عندما يصبح الرأي العام المحلي معارضاً للتدخل، أو عندما تنشغل الإدارة الأمريكية بأزمةٍ أكثر إلحاحاً في أماكن أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، يتعين على الولايات المتحدة التهديد بشنّ غاراتٍ إضافية من أجل اختبار احتمالية الدبلوماسية المتعددة الأطراف، مع الضغط على سوريا للتخلّص من مخزوناتها من الأسلحة الكيميائية غير المعلن عنها، وامتثالها لقرارات وقف إطلاق النار مع مختلف قوات المتمردين في جميع أنحاء البلاد. فهذا هو أمل أمريكا الأكبر في تجنّب "فخّ الالتزام" (الذي تصبح فيه الغارات التالية ضروريةً لإخضاع الخصم المعارض، حتى لو كان ذلك مؤقتاً)، فضلاً عن الخطر المستمر المتعلق بتوسّع أهداف المهمّة وتصعيدها.
وأخيراً، وبعد أن اتّخذت الولايات المتحدة إجراءً عسكرياً مباشراً ضد الأسد، ، يجب أن تضع في اعتبارها أن أفضل أمل لها في استراتيجية خروجٍ تُعزز مصالحها في سوريا (من بينها الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» والجماعات السلفية الجهادية الأخرى) هو المساهمة في إنشاء قواتٍ من المتمردين غير سلفية فاعلة قادرة على إبعاد السنّة عن المتطرّفين وممارسة ضغوط عسكرية مستمرة على نظام الأسد. إنّ هذه هي الطريقة الوحيدة التي سوف تحرص على احترام قرارات وقف إطلاق النار وتفادي المزيد من التدفقات الكبيرة الجديدة للاجئين. إن التوازن العسكري وحده، والذي يؤدي إلى مأزق مكلف للنظام هو القادر على توليد الضغوط اللازمة للتوصل إلى حلٍ دبلوماسي للحرب، التي كانت المحرك الرئيسي للتطرف الجهادي وحشد المقاتلين في هذا العقد من الزمن. وقد يكون قد فات الأوان على نجاح مثل هذه المحاولة، إلّا أنّ هذا الواقع يجب ألّا يمنع الولايات المتحدة من المحاولة. وقد يكون الحل البديل هو الاستمرار في تطوّع الجهاديين والتزام عسكري أمريكي مطلق في سوريا قد لا ينال دعم الرأي العام إلى أجلٍ غير مسمّى.
مايكل آيزنشتات هو زميل "كاهن" ومدير برنامج الدراسات العسكرية والأمنية في معهد واشنطن.
========================
 
فورين أفيرز: كيف فشل ترامب في اختبار الكيماوي بسوريا؟
 
http://arabi21.com/story/997760/فورين-أفيرز-كيف-فشل-ترامب-في-اختبار-الكيماوي-بسوريا#section_313
 
لندن- عربي21- بلال ياسين# الأربعاء، 12 أبريل 2017 10:38 ص0201
نشرت مجلة "فورين أفيرز" مقالا للكاتب جيفري ستيسي، قال فيه إن قليلا من الناس توقعوا أن تقوم أمريكا بالرد على الهجوم الكيماوي الذي قام به رئيس النظام السوري بشار الأسد في خان شيخون، بضربة عسكرية مباشرة، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قام بذلك.
ويقول ستيسي: "من الواضح أن ذلك الرد كان دون تخطيط استراتيجي أو نتيجة مرغوبة للحرب التي تستعر الآن منذ سبع سنوات في سوريا، وليس واضحا الآن ما إذا كان سيتبع تلك الضربة فعل آخر، أم إن أمريكا سترد بالأسلوب ذاته على هجوم كيماوي مستقبلي. ونتيجة عدم اليقين هذا فإن نهاية الحرب لن تكون قريبة". 
ويشير الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "ضرب مطار الشعيرات، الذي تضمن إطلاق 59 صاروخ (توماهوك)، جاء بعد أن تتبع الجيش الأمريكي الطائرات السورية التي نفذت الهجوم على البلدة التي يسيطر عليها الثوار في محافظة إدلب الشمالية، وعادت إلى تلك القاعدة، وكان رد الفعل السوري والروسي، وهو الداعم الرئيسي لنظام الأسد، منتقدا للغاية". 
ويعلق سيتسي قائلا إنه "في الوقت ذاته فإن ميزان القوى على الأرض في سوريا لم يتغير، عدا عن كون الأسد حصل على محفز جديد ليثبت أنه قادر تماما على ضرب معارضيه، ومع أنه أصبح هناك ما يردعه عن القيام بهجوم كيماوي جديد، إلا أن النظام يحتاج ليثبت أنه لا يزال مسيطرا، وغالبا فإن النظام يعتقد بأن الهجمات بالأسلحة التقليدية لن تؤدي إلى رد فعل قوي من إدارة ترامب، ولذلك يتوقع سقوط المزيد من البراميل المتفجرة على رؤوس الشعب السوري، ما دام من غير الواضح إن كانت أمريكا ستضرب القوات السورية، أو تعود إلى الدبلوماسية، أو تعود إلى ما كان الحال عليه سابقا".
ويعتقد الكاتب أنه "حتى إذا كانت الضربة العسكرية رادعا أكبر، فإنه تم إلغاء أثرها مباشرة بفشل إدارة ترامب في توضيح استراتيجية معينة بنت عليها تلك الضربة، فمثلا لو حددت إدارة ترامب معيارا لتوجيه ضربات لاحقة، وأوحت باستعدادها لجهود دبلوماسية لإعادة الهدنة على مستوى سوريا، وضغطت على روسيا لإخضاع الأسد، فإن الأثر الردعي للضربة سيكون مضاعفا، وفي غياب الخطط الاستراتيجية الواضحة، وكون المسؤولين الروس اعتبروا الهجوم مجرد ردة فعل عابرة، فإنه يتوقع أن يكون قد تم ردع نظام الأسد نوعا ما، لكن ليس لفترة طويلة، والأهم من ذلك هو أن روسيا لم يتم ردعها تماما عن استخدام الأسلحة التقليدية ضد قوات المعارضة والمدنيين على حد سواء".
ويرى سيتسي أن "المقامرة الأمريكية في ضوء عدم إحداث تغيير حقيقي على الأرض لنظام الأسد ستؤثر سلبا على الحملة ضد تنظيم الدولة، بدءا بروسيا، وربما تنتقل إلى تركيا، فروسيا، التي تدعم الأسد، انتقدت الضربة بشدة، ونقل متحدث باسم الكرملين عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إعلانه بأن الضربة كانت (صفعة كبيرة) للعلاقات الروسية الأمريكية، وجاءت الضربة بعد انتقادات لاذعة لروسيا من وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، وبعد أن تسببت سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، بأزمة كبيرة في العلاقة مع روسيا، ولهذا توقف التعاون بين البلدين تجنبا للصدام، حيث ألغت روسيا تعاونها في تنسيق الطيران فوق سوريا، بالإضافة إلى أنها ألغت التعاون الدبلوماسي فيما يتعلق بسوريا، ولا يوجد هناك ما يشير إلى أن تيلرسون سيستغل زيارته لموسكو للضغط على روسيا في الشأن السوري".
ويبين الكاتب أن "تركيا، التي كانت دائما تؤيد تحركا أمريكيا ضد الأسد، وطالبت كثيرا بالتحرك، إلا أن حليف الناتو هذا تحالف مع روسيا، وقام بإجراء مناورات مع الجانب الروسي، وخفف من معارضته للأسد مقابل السماح له باستهداف الأكراد داخل سوريا، بالإضافة إلى أن تركيا غاضبة من أمريكا لدعمها للأكراد داخل سوريا، ورفضها تسليم الزعيم السياسي والديني التركي فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بالوقوف خلف محاولة الانقلاب الفاشلة الصيف الماضي، وهددت تركيا حديثا بمنع أمريكا من استخدام قاعدة إنجرليك الجوية، وهي القاعدة الأهم في توجيه الضربات لتنظيم الدولة".
ويلفت سيتسي إلى أنه "في الوقت ذاته سينتهي التعاون بين قوات سوريا الديمقراطية، التي تدعمها أمريكا، والنظام السوري في الحرب ضد تنظيم الدولة، حيث قام الطرفان في الشهرين الأخيرين بالتنسيق ضد تنظيم الدولة في شمال سوريا في هذا الصراع المعقد، وإنهاء هذا التعاون هو إحدى الوسائل الملموسة لنظام الأسد لمعاقبة أمريكا على هجومها ضد القاعدة الجوية"
ويفيد الكاتب بأنه "بالنسبة للاعبين الآخرين في المنطقة، فإن قطر والسعودية رحبتا بالضربة، وكانت الحكومة السعودية من أوائل الحكومات التي أيدت التحرك، ولطالما طالبت السعودية أمريكا بتفاعل أكبر في سوريا، وقد تشجع الضربة فكرة إنشاء (ناتو الخليج)، وهي مبادرة يقودها السنة تقوم على بناء تحالف عسكري بين دول الخليج، الأمر الذي انتقده المعارضون للفكرة؛ بكون هذا الناتو سيكون عبارة عن نمر ورقي، وكان يتوقع من دول الخليج تعويض ما تسحبه أمريكا من الدعم من قوات المعارضة السورية".
ويقول سيتسي: "أما إيران، فإنها شجبت الهجوم، وحذرت من أنه سيقوي  الإرهاب، ويزيد من تعقيد الوضع في سوريا والمنطقة، وليس هناك طريقة ناجعة لردع إيران عن الاستمرار، وربما زيادة دعمها لنظام الأسد وقواته".
ويستدرك الكاتب بأنه "بالرغم من إشكالية الهجوم، إلا أنه من الصعب الإنكار بأن عملا ما ضد الأسد هو مبرر، فنظامه مسؤول عن حرب وحشية ضد مقاتلي المعارضة السورية، وعن سقوط مئات آلاف المدنيين، بالإضافة إلى أنه تآمر مع روسيا لاستخدام اللاجئين سلاحا ضد أوروبا لتفقد استقرارها، ولو قام ترامب بالضغط على روسيا بعد الهجوم لإعادة الأسد إلى طاولة المفاوضات لربما كان تحركه مثمرا، وعلى أمريكا، مثلا أن تهدد روسيا بضربات إضافية إن قاوم النظام الضغط، لكن مثل هذا الالتزام لا يبدوا مرجحا؛ لأن إدارة ترامب قالت قبل أقل من أسبوع بأنها لا تسعى إلى الإطاحة بنظام الأسد".
ويؤكد سيتسي أن "هذا الهجوم كان يهدف منه صرف أنظار الإعلام والعامة عن الجدل الدائر بخصوص علاقة ترامب المحتملة بروسيا، حيث قام النظام السوري بهجمات كيماوية أخرى وخلال رئاسة ترامب ولم تحرك أي منها ترامب للقيام بعمل ضد الأسد، وتم تخطيط الهجوم الصاروخي ليجعل إدارة ترامب تبدو ضعيفة، فلو تحركت أمريكا وحلفاؤها ضد الأسد عام 2013 لكنا ربما تجنبنا استقواء تنظيم الدولة، والفوائد التي جنتها روسيا، وزعزعة الاستقرار في أوروبا، والثمن الباهظ الذي دفعه الشعب السوري، وكان بإمكان الرئيس السابق باراك أوباما ونظيريه البريطاني والفرنسي مساعدة الجيش السوري الحر لإسقاط الأسد دون صعوبة في وقتها".
ويختم الكاتب مقاله بالقول: "إلى الآن تقول الإدارة بأنه لا تغير في سياستها تجاه سوريا، لكن إن لم تقم الولايات المتحدة باتباع الضربة بإجراءات أخرى فلن تتغير استراتيجيات روسيا ولا سوريا ولا استراتيجية أي عدو أو صديق في المنطقة، وأثبت استخدام سوريا للأسلحة الكيماوية بأنه اختبار كبير لسياسة ترامب الخارجية، وواضح أنه لم ينجح فيه، وتبدو الضربة لسوريا سياسية أكثر منها استراتيجية، ولهذا السبب ليس من المتوقع أن تتحقق مصالح الولايات المتحدة في سوريا، أو أن توصل الحرب إلى نهاية أقرب".
========================
 
"وول ستريت جورنال" : الولايات المتحدة تلمح بتبني موقف أكثر تشددا بشأن سوريا
 
http://www.moheet.com/2017/04/11/2573107/وول-ستريت-جورنال-الولايات-المتحدة-تل.html#.WO31GzG0nIU
 
ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية ‏الصادرة اليوم الثلاثاء، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب ألمحت أمس ‏باحتمال إقدامها على عمليات انتقام أوسع نطاقا ضد سوريا وإعطاء ‏دَفعة جديدة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد ، وذلك قبل لقاءات وزير ‏الخارجية ريكس تيلرسون مع الروس حلفاء دمشق.
وقالت الصحيفة – في تقرير لها بثته على موقعها الالكتروني اليوم: “إن رحلة تيلرسون ‏التي تأتي بعد أيام من أول ضربة عسكرية أمريكية متعمدة ضد قوات الأسد ، اتخذت ‏أهمية استراتيجية ودبلوماسية بعيدة المدى سواء في تحديد ملامح العلاقات ‏الأمريكية الروسية وفي احتمالية توضيح الإشارات المتضاربة التي تصدر عن ‏إدارة ترامب المختلطة بشأن الحرب الأهلية السورية”.
وأشارت إلى أن تيلرسون التقى أمس في إيطاليا بأعضاء مجموعة السبعة الكبار ‏‏– التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا واليابان وإيطاليا .. ‏كما التقى في وقت سابق اليوم بهؤلاء الحلفاء إلى جانب مع مسئولين من تركيا ‏والسعودية وقطر والامارات والأردن لمناقشة الأزمة السورية قبل أن يتجه إلى ‏موسكو حيث من المنتظر أن يناقش القضايا المتعلقة بسوريا وأوكرانيا والتدخل ‏الروسي المزعوم في الانتخابات الأمريكية.
وقالت الصحيفة : “إن البيت الأبيض يوسع حاليا على ما يبدو نطاق أفعال النظام ‏السوري التي يمكن أن تؤدي إلى رد عسكري أمريكي كمتابعة للضربة الجوية التي ‏شنتها واشنطن يوم الجمعة الماضي بناء على توجيهات من ترامب بعد وقوع ‏هجوم كيماوي سوري مشتبه به”.
ونسبت “وول ستريت جورنال” إلى السكرتير الإعلامي للبيت الأبيض شون ‏سبايسر قوله أمس: “إن أي هجوم كيماوي آخر أو استخدام القنابل البرميلية – وهي ‏عبوات ناسفة خام ولكنها قوية – يمكن أن يؤدي إلى شن ضربة أمريكية أخرى”.‎..مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية أكدت في وقت لاحق أن تصريحات سبايسر لم تكن ‏تهدف إلى تغيير الموقف الأمريكي فيما لم يحدد ما إذا كان يقصد جميع ‏القنابل البرميلية أو تلك التي تُستخدم كأسلحة كيماوية فقط.‎
وفي الوقت ذاته .. أصدرت الإدارة الأمريكية بالمثل إشارات متضاربة بشأن مستقبل ‏الأسد ، حيث قال سبايسر ، في مؤتمر صحفي ، “إن أولويتنا الأولى هي هزيمة تنظيم ‏داعش”.. مكررا التصريحات الأخيرة لإدارته وأن مستقبل الأسد سيتقرر لاحقا.‎
وتحدث الرئيس الأمريكي أمس مع رئيسة الوزراء ‏البريطانية تيريزا ماي حيث اتفق الاثنان على أن هناك فرصة سانحة الآن لإقناع ‏روسيا بأن تحالفها مع الأسد لم يعد يصب في مصلحتها الاستراتيجية كما اتفقا على أن زيارة تيلرسون لموسكو تتيح فرصة لإحراز تقدم تجاه ‏التوصل لتسوية سياسية دائمة في سوريا.. وفقا لبيان ‏صادر عن مكتب رئيسة الوزراء.‎
========================
 
بريان كاتوليس –  (فورين بوليسي) 7/4/2017 :ماذا بعد الضربة السورية؟.. منع مواجهة أوسع نطاقا
 
http://www.alghad.com/articles/1548622-ماذا-بعد-الضربة-السورية؟-منع-مواجهة-أوسع-نطاقا
 
بريان كاتوليس –  (فورين بوليسي) 7/4/2017
ترجمة: علاء الدين أبو زينة
كان الهدف من ضربات الصواريخ التي وجهتها إدارة الرئيس دونالد ترامب ضد سورية ليلة الخميس الماضي هو فرض كلفة على هجوم نظام الأسد بالأسلحة الكيميائية ضد مواطنيه، وأرادت الضربات التأثير في تصرفات الحكومة السورية في المستقبل. لكن الهجوم يفتح الباب أمام المزيد من المخاطر -يحتاج البيت الأبيض إلى التركيز بقوة على منع حدوث تصعيد أوسع، بينما يواصل التقدم في القتال ضد "داعش" إلى جانب جهوده لردع أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
ثمة خطوة تالية حاسمة بالنسبة للولايات المتحدة، هي زيادة التعاون في الحلفاء في المنطقة من أجل حماية القوات الأميركية، والحيلولة دون حدوث تصعيد أوسع نطاقاً، والذي يمكن أن يزعزع الحملة ضد "داعش" ويقوضها.
من المؤكد أن لكل فعل ردة فعل -ويشكل الشرق الأوسط اليوم برميل بارود خطير. وقد اتسع إطار الصراع السوري وتحول إلى دوامة إقليمية وجيوسياسية، تمتص إلى داخلها العديد من القوى الخارجية.
بعد أربع سنوات تقريباً من استخدام نظام الأسد للغاز وقتله نحو 1.400 من مواطنيه، كانت الكلفة هائلة. فقد فقد مئات الآلاف من السوريين أرواحهم، وتم الدفع بملايين آخرين إلى الخروج من ديارهم. كما كسبت الجماعات الإرهابية، بما فيها "داعش" والمنظمات التابعة للقاعدة، ملاذاً جديداً في سورية.
تتجاهل الحكاية الخيالية القائلة بإمكانية "احتواء" الأزمة السورية الحقيقة العالمية المتعلقة بالتأثير الذي يُحدثه عدم الاستقرار القائم في قلب الشرق الأوسط -بما في ذلك أثر سياسة الخوف التي يصنعها في أوروبا والولايات المتحدة.
الآن، بعد أن اتخذت الولايات المتحدة خطوة عسكرية، من المهم أن لا تضيع هذه الخطوة في متاهات التكتيكات والأبعاد السياسية للنقاش. ولعل إحدى المناطق الرئيسية التي تستوجب إدامة التركيز الاستراتيجي هي قدرة التنبؤ بأفعال الآخرين من أصحاب الحصص في سورية، على ثلاث جبهات رئيسية.
أولاً، صدارة المسرح الذي تشغله روسيا -التي تدخلت في سورية في أيلول (سبتمبر) 2015 ولديها تواجد عسكري على الأرض هناك. وقد أدانت روسيا ضربة ترامب، وعلقت اتفاقاً مع واشنطن يهدف إلى منع نشوب صراع بين الجيشين الأميركي والروسي، ويقال أنها حركت المزيد من الأصول العسكرية إلى المنطقة.
ستكون مناقشات القناة الخلفية بين روسيا والولايات المتحدة أساسية أكثر من التصريحات العلنية والإيماءات لمنع حدوث تصعيد أوسع نطاقاً. وقد تولى المخططون العسكريون الأميركيون العناية بضمان أن لا تقتل الضربات الصاروخية الأخيرة قوات عسكرية روسية، وهو ما كان لينتج المزيد من عدم القدرة على التنبؤ في سورية.
ربما يوفر هذا النقاش مع روسيا أيضاً وسيلة لبذل محاولة جديدة لإحداث تغير في الدبلوماسية المستخدمة في سورية -لكن الولايات المتحدة يجب أن لا تكون ساذجة بشأن مسارات العمل الممكنة كما كان حالها في الماضي. ويظهر هجوم نظام الأسد الأحدث بالأسلحة الكيميائية بوضوح أن روسيا ليست شريكاً موثوقاً في الحرب ضد الإرهاب ولا قوة للاستقرار في سورية. وقد عمل دعم موسكو المستمر لنظام الأسد على إطالة أمد الحرب الأهلية السورية، وشجع الأسد على ارتكاب جرائم حرب، وسهل صعود "داعش" والجماعات الإرهابية الأخرى. وتنتهك تكتيكات الأرض المحروقة التي تستخدمها روسيا لمكافحة الإرهاب قوانين وأعراف الحرب وتفشل في إلحاق الهزيمة بالجماعات الإرهابية في ميدان المعركة.
ثمة جبهة رئيسية ثانية هي إدارة التهديدات والمخاطر القادمة من النظام السوري وداعميه، بمن فيهم إيران ومجموعة حزب الله اللبنانية. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، استطاعت إسرائيل أن تدير الأمور بحذر وتتعامل مع التهديدات القادمة من سورية ولبنان، وتحتاج الولايات المتحدة إلى الاستمرار في التنسيق بشكل وثيق مع إسرائيل لحماية نفسها من أي ردود فعل. ويجب على الولايات المتحدة أن تعمل بشكل وثيق أيضاً مع شركاء مثل الأردن، الذي التقى ترامب مع عاهله مؤخراً، لضمان استقرارهم في وجه الضربة الارتدادية الممكنة التي يمكن أن تنجم عن مثل هذه التحركات.
وأخيراً وليس آخراً، يشكل القتال الجاري ضد تنظيم "داعش" مصلحة جوهرية. وبالعمل مع شركاء التحالف، يجب على الولايات المتحدة أن تسعى إلى مواصلة التقدم الحالي ضد المجموعة، في حين تؤمن استمرار حماية القوات الأميركية. وهناك نحو 1.000 جندي أميركي يتواجدون مسبقاً على الأرض في سورية، ويمكن أن يكون هؤلاء الجنود مكشوفين أمام عمليات انتقامية ينفذها النظام؛ كما يمكن أن يتعرض نحو 6.000 جندي أميركي موجودين على الأرض في العراق للاستهداف من قِبل الميليشيات المدعومة من إيران أيضاً. ويجب أن يضع المخططون العسكريون وصناع السياسة هذه المخاطر في اعتبارهم أيضاً بينما يتحركون قدماً.
ليلة الجمعة الماضية، اتخذت إدارة ترامب قراراً بالمضي وحدها، وتصرفت من دون الكثير من المشاورات مع الكونغرس أو إشعار الشعب الأميركي. ويشكل هذا التحول تغيراً جوهرياً عن الإشارات التي كانت الإدارة ترسلها في وقت سابق من الأسبوع الماضي وأنتجت حساً يشبه ضربة السوط. وفي الوقت نفسه، تلاحظ بقوة المفارقة المحزنة في اهتمام الرئيس ترامب المكتشَف حديثاً بحماية المدنيين السوريين، بينما يقوم أيضاً بمنع السوريين اليائسين من دخول الولايات المتحدة.
ولكن، الآن وقد أقدمت الولايات المتحدة على القيام بعمل، فإن عليها أن تتخذ خطوات جسورة لضمان أن هذه الضربات، التي تأتي في وقت يشهد الكثير من التصعيدات العملياتية والعسكرية التكتيكية في العراق واليمن، لن تترسخ في شكل استراتيجية إقليمية أوسع نطاقاً، والتي تضع قسطاً كبيراً من التركيز على العمل بشكل وثيق مع شركائنا في المنطقة من أجل منع حدوث تصعيد أكبر. ويتطلب ذلك استثماراً في استخدام الأدوات الدبلوماسية –التي اقترح ترامب تخفيضاً في ميزانيتها- كما يتطلب استراتيجية متكاملة للتأكد من أن لا تكون أميركا بصدد صب المزيد من الوقود فقط على نار أفضت إلى انهيار الدول في جميع أنحاء المنطقة.
========================
 
نيويورك تايمز: 8/4/2017: الهجوم الأميركي على سورية يُقرب الكرملين أكثر من الأسد
 
http://www.alghad.com/articles/1548642-الهجوم-الأميركي-على-سورية-يُقرب-الكرملين-أكثر-من-الأسد
 
- (نيويورك تايمز) 8/4/2017
ترجمة: عبد الرحمن الحسيني
موسكو- إذا كانت روسيا قد أبقت ذات مرة على ما يشبه النأي بنفسها عن الرئيس السوري بشار الأسد، فإنها هبت سريعاً للدفاع عنه بعد الضربة الصاروخية الأميركية التي أمر بتنفيذها الرئيس دونالد ترامب يوم الخميس الماضي. وجعل الهجوم موسكو أكثر قرباً من أي وقت مضى من رجل سورية القوي.
وحتى مع إدانة الولايات المتحدة للأسد بسبب استخدامه الغاز السام ضد مواطنيه وتحميلها روسيا مسؤولية جزئية على ضوء تعهدها في العام 2013 بالتخلص من الأسلحة الكيميائية السورية، فقد استمر الكرملين في نفي أن سورية تمتلك أياً من هذه القدرة.
بامتداحه الأسد وإدانته "العدوان" الأميركي، بدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكأنه يدفن فكرة أنه يستطيع أن يتعاون بشكل ما مع إدارة ترامب لإنهاء الصراع وفق شروطه.
يقول محللون إن من المرجح أن يفضي التضامن مع دمشق إلى التسبب بمشاكل لروسيا على المدى البعيد، مع أن من غير الممكن على الأغلب إقناع السيد بوتين بإرخاء اعتناقه للنظام السوري في أي وقت قريب.
مع أن الحكومة الروسية غالباً ما تأخذ وقتها قبل إصدار رد فعل على التطورات العالمية الرئيسية، فقد سارع الكرملين إلى إصدار بيان فوري في وقت مبكر من يوم الجمعة، والذي انتقد فيه الولايات المتحدة بشدة على توجيه الضربة الصاروخية ضد مطار الشعيرات العسكري السوري رداً على هجوم الأسلحة الكيميائية ضد خان شيخون.
وتعهدت وزارة الدفاع الروسية بتقوية أنظمة الدفاع الجوي السورية، وأرسلت فرقاطة في زيارة إلى ميناء سوري، وجمدت اتفاقية مع الولايات المتحدة لتنسيق النشاط في المجال الجوي السوري.
وقال ألكسندر موروزوف، المحلل السياسي المستقل: "لقد اتخذ بوتين قراراً -تأكيد أن الأسد حليفه. وسوف يقود ذلك إلى المزيد من عزلة روسيا، لكن بوتين سيتمسك بموقفه".
روسيا ملومة جزئياً
أولاً، صور السيد ترامب ووزير خارجيته، ريكس تيلرسون، روسيا على أنها مسؤولة جزئياً على الأقل عن المجزرة التي ارتكبتها حكومة الأسد في صفوف المدنيين.
وقال فلاديمير فرولوف، محلل الشئون الخارجية وكاتب العمود في موقع "ريبابليك رو" إن "مشكلة موسكو الرئيسية ليست في توجيه الولايات المتحدة الضربة، وإنما لأن ترامب وتيلرسون قد شددا خطابهما حول سورية والأسد". وأضاف فرلوف: "قالا إن روسيا مسؤولة عن ممارسات الأسد، وأنها لم تف بمسؤولياتها فيما يتعلق بنزع الأسلحة الكيميائية".
وكان الهجوم بالأسلحة الكيميائية على بلدة خان شيخون السورية قد أسفر عن مقتل أكثر من 80 شخصاً وإصابة مئات آخرين. وقالت تركيا يوم الخميس إن غاز السارين، عنصر الأعصاب المحظور، استخدم في الهجوم.
وردت الولايات المتحدة بإطلاق حوالي 60 صاروخاً على القاعدة الجوية التي تضم الطائرات التي انطلقت ونفذت الهجوم الكيميائي. وقال مسؤول محلي إن خمسة عسكريين ومدنيين قتلوا جراء الهجوم الأميركي.
الكسب بأي ثمن؟
ثانياً، بمواصلة الهجمات المميتة ضد المدنيين، يبدو أن الأسد يريد تحقيق انتصار عسكري بأي ثمن، مكذبا بذلك تصريحات روسيا بأن التسوية المتفاوض عليها هي الحل الوحيد.
وينطوي ذلك على خطر إطالة أمد حرب صورها السيد بوتين في الوطن على أنها سريعة، رخيصة الكلفة وسهلة، في وقت يعاني فيه معظم الروس من صعوبات اقتصادية. وقال محللون إن محاولة إبقاء طول الحرب وكلفتها قليلة هي سبب حاسم يجعل الروس يتجنبون تصعيد أي صراع مع الولايات المتحدة.
وقال أندريه فرولوف، محلل الدفاع والمحرر المسؤول في "موسكو دفنس بريف" إن "روسيا تريد أن تنهي الصراع وأن تخفض تواجدها العسكري والاقتصادي" في سورية.
ومع حملة الانتخابات الرئاسية الروسية التالية المقرر أن تبدأ مع نهاية العام، "لا حاجة للاستمرار في حرب خارج البلد، مع وجود تبرير ضعيف أمام الشعب الروسي للانخراط العسكري للبلد هناك".
وقد وجد استطلاع للرأي العام أجراه مركز ليفادا المستقل أن نسبة 30 في المائة تقريباً من الروس يعتقدون مسبقاً بأنه لا معنى للانخراط العسكري الروسي في سورية.
تحالف خطير
ثالثاً، من الممكن أن يقوض التحالف مع الأسد واحداً من أهداف السيد بوتين الرئيسية من دخوله الحرب: محاولة جعل روسيا لاعباً في المسرح العالمي مرة أخرى كوسيط قوة لا يمكن الاستغناء عنه في الشرق الأوسط.
ويقول محللون إن من الممكن أن تفضي حماية السيد الأسد إلى تثبيط الدول التي ما تزال روسيا تخطب ودها، مثل تركيا وإسرائيل -ناهيك عن ذكر الكثير من دول العالم.
في الأشهر التالية لنشر روسيا جيشها في سورية، اعتادت الناطقة بلسان زارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، على قول أشياء من قبيل "إننا لا ندعم الأسد؛ المهم بالنسبة لنا هو الحفاظ على الدولة السورية".
وبعد الهجوم، خرجت الوزارة ببيان يثني على سورية لخوضها "معركة شرسة" ضد "الإرهاب الدولي".
وقال ألكسي ماكاركين، نائب رئيس مركز التقينيات السياسية، وهو مؤسسة فكرية تتخذ من موسكو مركزاً لها: "كلما طال أمد دعم روسيا للأسد، زاد اعتمادها عليه. في البداية كان هناك بعض الحديث عن استبداله، حتى لو تم ذلك بالتدريج"، لكن ذلك الحديث تبخر.
ضرية ترامب لسورية: هذا ما حدث
رد الرئيس ترامب على حكومة الأسد لشنها الهجوم الكيميائي الذي أسفر عن مقتل أكثر من 80 مدنياً.
وكان السبب المعلن وراء نشر السيد بوتين لجيشه في أيلول (سبتمبر) من العام 2015 هو محاربة الإرهاب، لكن ذلك غالباً ما يستبعد كمنطق يطابق الحقيقة. ثمة مسوغات أخرى، وخاصة إنقاذ الأسد، والتي تبين أنها تحظى بأهمية أكبر.
لقد أراد السيد بوتين إعادة إحياء سمعة موسكو السوفياتية القديمة كقوة عسكرية عالمية. وبدت سورية كواجهة عرض للأسلحة الروسية الجديدة كما أن روسيا أسست قاعدتين نادرتين هناك.
ويقول ماكاركين: "سوف تستمر روسيا في دعم الأسد لأنه الضامن الوحيد للتواجد العسكري الروسي في سورية، وبالتالي في كل الشرق الأوسط".
بالإضافة إلى ذلك، غضب بوتين من الطريقة التي تخلى بها القادة الغربيون عن حلفاء سابقين مثل الرئيس المصري السابق حسني مبارك والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. وكان السيد بوتين مصمماً على إثبات أن روسيا تتمسك بأصدقائها وتعارض "تغيير النظام" المتجذر في التدخلات القادمة من الخارج.
وتحمل روسيا الولايات المتحدة المسؤولية عن زعزعة الاستقرار في بلدان مثل العراق وليبيا -والتي يعتقد البعض بأنها وفرت فضاء للمتطرفين الإسلامويين- وهو سيناريو أراد السيد بوتين تلافيه في سورية.
عقوبات وعزلة
أخيراً، بطبيعة الحال، وفرت سورية لروسيا فرصة لكسر طوق العزلة التي تمخضت عن العقوبات التي فرضها عليها الغرب بسبب ضمها شبه جزيرة القرم في العام 2014، وبالتالي زعزعة استقرار أوكرانيا.
واعتقد الكرملين بأن تشكيل تحالف مع الغرب على سورية سيجعل من فكرة المحافظة على العقوبات الاقتصادية فكرة غير منطقية.
من جهته، بدا الرئيس أثناء حملته الانتخابية وكأنه معجب بالفكرة أيضاً، وتساءل عن الحاجة إلى العقوبات، مشيراً إلى أن شبه جزيرة القرم ربما تنتمي لروسيا، ولطلما أطرى على السيد بوتين باعتباره زعيما قوياً. كما أيد فكرة أن البلدين يحاربان معاً ضد "داعش".
بينما أثارت تلك المواقف الشكوك في الولايات المتحدة بوجود مؤامرة أو تواطؤ، فقد لقيت الترحيب في موسكو باعتبارها بزوغ فجر جديد في العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة.
لكن الأوهام سرعان ما شرعت في التلاشي عندما قلب السيد ترامب وحلفاؤه العديد من تلك المواقف واحداً تلو الآخر، ناهيك عن أن الهجوم الأخير على سورية قد دفنها تماماً.
يوم الجمعة، كان العنوان المميز في القناة الفضائية الروسية "روسيا 24" في بعض من التغطية للهجوم "كابتن أميركا" مكتوبة فوق رسم لشخصية زومبية لها أعين ميتة.
وكتب ديمتري ميدفيديف، رئيس الوزراء الروسي، في صفحته في وسيلة التواصل الاجتماعي "الفيسبوك"، قائلاً: "لقد ذاب ضباب ما قبل الانتخابات. بدلاً من السرد المنتشر على نحو جمعي عن قتال مشترك ضد عدونا الرئيسي، "داعش"، أظهرت إدارة ترامب أنها ستقاتل بشراسة الحكومة الشرعية في سورية".
(أن يرد السيد ميدفيديف علناً وليس السيد بوتين، هي إشارة إلى أن حدة الغضب معتدلة).
وقال محللون إن التداعي الأول على الأرض هو أن الجيش السوري والروسي سيشعران بأنهما أقل تقييداً من السابق في مهاجمة القوات التي يعتقدون أنها مصطفة مع الغرب، والتي يتهمانها بأنها إرهابية.
ثمة بعض المجموعات الثورية السورية التي تساعدها الولايات المتحدة وحلفاؤها الإقليميون، والتي شكلت تحالفات ميدانية مع مقاتلين من جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في سورية. وقال السيد فرولوف، محلل الشؤون الدفاعية: "الآن تستطيع روسيا قمع وتدمير قوات المعارضة من دون أن تأبه للولايات المتحدة وموقفها".
========================
 
واشنطن بوست :«لجم إيران».. مهمة ترامب العاجلة
 
http://www.alittihad.ae/details.php?id=21416&y=2017
 
رويل جيريشت* وراي تقيّة**
هناك شبه إجماع في المواقف السياسية بدأ بالتبلور في واشنطن لتبنّي نوع من «سياسة اللجم» ضد الجمهورية الإسلامية في إيران. والآن، ينبغي على «الديمقراطيين» و«الجمهوريين» معاً أن يستعيدوا دروس فترة الحرب الباردة، وأن يستقوا منها الحكمة التي تقول: «لا تساوم على خوض المعارك الميدانية بداعي الخوف من تقويض مبدأ العمل على الحد من التسلّح». ويتحتم علينا احتواء إيران، ولجمها، والتصدي لجيشها الذي يتألف من ميليشيات مأجورة، وأن نستهدف كل المعاقل التابعة لنظام الملالي حيثما كانت. ويجب أن يمثل الدفاع عن حقوق الإنسان أولوية في السياسة الأميركية إزاء إيران. وربما أصبحت «الثورة الخضراء» التي اندلعت في إيران عام 2009 على خلفية الانتخابات الرئاسية المثيرة للشكوك والخلافات، مجرد ذكرى عابرة بالنسبة للكثيرين من أصحاب القرار في واشنطن على الرغم من أنها لا تزال تؤرق إيران. وخلافاً لما كان يُشاع في أوساط إدارة أوباما، فإن الاضطرابات التي تمخض عنها ذلك الصيف الذي شهد الثورة، مثلت خطراً حقيقياً على النظام الإسلامي، ففي خطاب ألقاه مرشد الثورة علي خامنئي العام 2013، اعترف بأن الثورة الخضراء دفعت بنظامه إلى «حافة الهاوية». ويتطابق هذا الحكم مع ما قاله الجنرال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني عندما وصف فترة ما بعد الانتخابات بأنها مثلت «خطراً على النظام وعلى الثورة الإسلامية يفوق الخطر الذي انطوت عليه الحرب الإيرانية-العراقية». وقال في معرض تعليقه على تلك المرحلة: «لقد بلغنا حافة السقوط والانهيار بسبب تلك الفتنة»! وفي ذلك الوقت أثبتت القوى الأمنية للنظام عدم كفاءتها، وأنه لا يمكن الاعتماد عليها. وانتشرت حوادث الانشقاق حتى في أوساط الحرس الثوري. وهذا ما دفع بخامنئي لإقالة العديد من القادة العسكريين. وحتى عندما عمدت النُخب الحاكمة إلى اتباع استراتيجية تنظيم مظاهرات التأييد للنظام، لم تتمكن من حشد مؤيديها لأكثر من ستة أشهر، وأصبحت الذكرى السنوية لاندلاع تلك الثورة مناسبة للاحتجاج ضد حكم الملالي في المدن الإيرانية. ولقد كُتب للحركة الخضراء أن تغيّر العلاقة القائمة بين الدولة والمجتمع، وخاصة بعد كتم أصوات دعاة الحركة الإصلاحية. ويعتمد بقاء النظام الإيراني على القوى الأمنية التي يعمها الاضطراب وعدم الاستقرار، فضلاً عن الدعم المادي الذي يتلقاه من عوائد النفط، والذي يتأرجح بين القوة والضعف حسب ارتفاع وانخفاض الأسعار.
والآن أصبح نظام الملالي يحاكي النظام الذي كان سائداً في عهد الاتحاد السوفييتي في عقد السبعينيات، وهو كيان عاجز تماماً عن إصلاح نفسه بعد أن غرق في الفساد وانغمس في سلوكياته الاستعمارية ذات التكلفة الباهظة. وإذا كانت واشنطن جادّة بأن تفعل في إيران ما ساعدت على فعله في الاتحاد السوفييتي السابق، فيتوجب عليها أن تهتم بإضعاف حكم الملالي عن طريق ممارسة الضغوط عليه في كل الجبهات. وبات من الضروري فرض المزيد من العقوبات الكافية لشل قدرته تماماً عقاباً له على خروقاته المتكررة لحقوق الإنسان. ولا ينبغي أن يتوقف الأمر عند فرض العقوبات على طهران بسبب خروقاتها المتكررة للقوانين الدولية، بل يجب أن يقترن ذلك بإرسال إشارة واضحة المضمون إلى الشعب الإيراني بأن الولايات المتحدة تقف إلى جانبه من أجل تحقيق طموحاته. وعلى المسؤولين الأميركيين أن يؤكدوا على مطالبتهم لإيران بإطلاق المساجين المعتقلين منذ اندلاع الثورة الخضراء. ويجب أن تتضمن القائمة زعماء الحركة من أمثال: مير حسين موسوي ومهدي خروبي، اللذين وضعا تحت الإقامة الجبرية على الرغم من توارد الأخبار عن اعتلال صحتهما. ويُذكر أن باراك أوباما لم يتحدث عنهما أبداً. وينبغي على دونالد ترامب ألا يرتكب هذا الخطأ ذاته.
وعلى إدارة ترامب أن تهتم أيضاً بأولئك الذين سقطوا ضحايا الحملة التي أطلقها النظام الإيراني بعد توقيع الاتفاقية النووية. وهم الذين تجاهلهم أوباما تماماً بعد أن تم إيداعهم السجون بسبب احتجاجهم على الاتفاقية لأنهم رأوا أنها لن تساعد على تحقيق الانفتاح والإصلاح المنشود. ورفض أوباما معاملة المنشقين الإيرانيين بالاحترام نفسه، الذي عاملت به الولايات المتحدة المعارضين السياسيين الذين انشقوا عن الحكم في الاتحاد السوفييتي. وتمتلك الولايات المتحدة بالفعل القوة الفعالة لمواجهة الملالي. ويمكن لمواردنا الكثيرة أن تحولهم إلى أقزام. ولقد حان الوقت لتفجير البركان تحت طهران وتحدي النظام على طول حدود إمبراطوريته الشيعية.
ونحن نعلم أن هذه المهمة ستكون باهظة التكلفة، وتقتضي استخدام المزيد من القوات الأميركية في كل من سوريا والعراق. ولكننا لو لم نفعل ذلك، فلن نرى نهاية للحرب الطائفية التي يرى فيها الجهاديون البيئة الخصبة للتوسع والانتشار. ولقد كان العديد من كبار السياسيين في واشنطن يعتقدون في العام 1980 أن الاتحاد السوفييتي كان لا يزال بعيداً عن «سلّة القمامة»، وسنؤدي عملاً جيداً إذا تجنبنا الاعتقاد بأن الملالي يتمتعون بوضع أمني أفضل.
*كبير الزملاء في «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية» - واشنطن
**كبير الزملاء في «مجلس العلاقات الخارجية» – نيويورك
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
========================
 
واشنطن بوست :واشنطن والخطوة التالية في سوريا
 
http://www.alittihad.ae/details.php?id=21417&y=2017&article=full
 
تاريخ النشر: الأربعاء 12 أبريل 2017
روبرت كاجان*
تُعد الضربات الصاروخية الأميركية ضد سوريا خطوةً أولى مهمة على طريق حماية المدنيين من تهديد الأسلحة الكيماوية، ولا شك أن الرئيس دونالد ترامب يستحق الإشادة لقيامه بما رفضت إدارة أوباما القيام به لسنوات، ولكن تحرك الخميس ينبغي أن يكون الطلقة الأولى فقط ضمن حملة هدفها ليس حماية الشعب السوري من وحشية نظام بشار الأسد فحسب، ولكن أيضاً وقف التراجع المتواصل للقوة والنفوذ الأميركيين في الشرق الأوسط وعبر العالم، فضربة صاروخية واحدة يتيمة لا تستطيع، للأسف، إصلاح ما تسببت فيه سياسات إدارة أوباما من أضرار خلال السنوات الست الماضية.
والواقع أن ترامب لم يكن مخطئاً حين حمَّل المسؤولية عن الوضع المزري في سوريا اليوم للرئيس بشار الأسد، ذلك أن العالم سيكون مكاناً مختلفاً اليوم لو أن أوباما نفّذ تهديده بضرب سوريا عندما تجاوز الأسد «الخط الأحمر» الشهير في صيف 2013، ولكن الاتفاق السيئ الذي عقده وزير الخارجية الأميركي وقتئذٍ جون كيري مع روسيا لم يفشل فقط في التخلص من مخزون سوريا من الأسلحة الكيماوية، وسمح لنظام الأسد بإلقاء البراميل المتفجرة واستخدام أعمال تعذيب واسعة ضد المدنيين رجالاً ونساءً وأطفالاً، ولكنه استدعى أيضاً تدخلاً روسياً شاملاً في خريف 2015، وهو ما أنقذ الأسد من انهيار ممكن.
واليوم، تعمل آلاف القوات الروسية عبر سوريا، ليس ضد تنظيم «داعش» بشكل رئيس، وإنما ضد السكان المدنيين وفصائل المعارضة المعتدلة المدعومة من الولايات المتحدة، كما قامت روسيا بتعزيز وجودها العسكري في شرق المتوسط بشكل كبير، والحال أن منظومة الدفاع الجوي والمنظومة المضادة للسفن الكبيرتين اللتين نشرتهما روسيا ليست لهما أي علاقة بمحاربة الإرهاب، ولهما علاقة قوية بتهديد مصالح الولايات المتحدة و«الناتو».
وقد أمضى أوباما وكيري أربع سنوات في السعي وراء هذه الشراكة، ولكن روسيا كانت شريكاً على النحو الذي تكونه المافيا عندما تأتي إليك وتضغط عليك في متجرك لبيع الملابس الرياضية، ثم إنه بفضل سياسات أوباما، أخذت روسيا تدريجياً تحل محل الولايات المتحدة كلاعب أساسي في المنطقة، لدرجة أن حتى حلفاء الولايات المتحدة مثل تركيا ومصر وإسرائيل أخذوا يتطلعون بشكل متزايد نحو موسكو باعتبارها لاعباً إقليمياً مهماً. وإلى ذلك، سمحت سياسات أوباما أيضاً بتوسيع قوة إيران ونفوذها إلى حد غير مسبوق، حيث تملك إيران في سوريا 7 آلاف مقاتل على الأقل، وتقود ائتلافاً يضم 20 ألف مقاتل أجنبي، عراقيين وأفغاناً إضافة إلى 8 آلاف مقاتل من «حزب الله» اللبناني.
وإذا أضفنا إلى ذلك التأثير المدمر لتدفقات اللاجئين السوريين الكبيرة على الديمقراطيات الأوروبية، فإن سياسات أوباما لم تسمح بمقتل قرابة نصف مليون سوري فحسب، ولكنها أضعفت بشكل كبير أيضاً مكانة أميركا في العالم وسلامة الغرب وانسجامه، وسيتعين على المؤرخين مستقبلاً أن يكشفوا ما إن كان فشل أوباما في تنفيذ تهديده في سوريا هو الذي قوّى بوتين وشجعه على الانتقال إلى أوكرانيا، وما إن كان هو الذي شجّع الصين على التصرف بشراسة أكبر في بحر جنوب الصين. ولعل هذا ما جعل أصدقاء الولايات المتحدة وحلفاءها في الشرق الأوسط وفي أوروبا الشرقية والوسطى يتساءلون حول مدى جدية الولايات المتحدة بشأن الرد على اعتداءات، لا بل إنه حتى في شرق آسيا، دفعت السياساتُ الأميركية حلفاءَ الولايات المتحدة مثل اليابان وكوريا الجنوبية للتساؤل حول ما إن كان ما زال من الممكن الاعتماد على الولايات المتحدة في الوفاء بالتزاماتها العسكرية.
ومما لا شك فيه أن ترامب فاقم هذه المشاكل بشكل كبير خلال حملته الانتخابية من خلال كل خطاباته القوية الموجهة للحلفاء، ولكنه اليوم خطا خطوة أولى مهمة على طريق إصلاح الضرر، غير أن هذا لن يمثِّل نهاية القصة، لأن خصوم أميركا لن تقنعهم ضربةٌ صاروخية واحدة يتيمة بأن الولايات المتحدة عادت بالفعل إلى ممارسة استعراض القوة دفاعاً عن مصالحها والنظام العالمي.
فالروس، ومن خلال تعليقهم اتفاقاً مع الولايات المتحدة لتنسيق العمليات الجوية فوق سوريا، يهدِّدون ضمنياً بالتصعيد في سوريا. ومن جانبهم، من المحتمل أن يكثِّف الإيرانيون أنشطتهم، بل ومن الممكن أن يضربوا الأميركيين في سوريا والعراق، ولهذا فإن اختبار تصميم ترامب يبدأ الآن. وعليه، فإذا تراجعت الولايات المتحدة أمام هذه التحديات، فإن الضربة الصاروخية الأميركية، ومع أنها تمثل عملاً صائباً، يمكن أن تؤدي في النهاية إلى تكريس انطباع العالم بأن الولايات المتحدة ليست لديها الشجاعة للمواجهة.
وعليه، فبدلاً من أن تكون حدثاً واحداً يتيماً لا تتلوه تحركات عسكرية أخرى، ينبغي أن تكون الضربة الصاروخية الخطوةَ الأولى ضمن استراتيجية سياسية ودبلوماسية وعسكرية شاملة تروم إعادة التوازن في سوريا لصالح أميركا، وهذا يعني إعادة إحياء بعض من تلك المقترحات التي كان يرفضها أوباما خلال السنوات الأربع الماضية: إقامة منطقة حظر جوي لحماية المدنيين السوريين، وإجبار القوات الجوية السورية على عدم التحليق، والتسليح والتدريب الفعليين للمعارضة المعتدلة، وكل ذلك بهدف الوصول إلى تسوية سياسية في النهاية تستطيع إنهاء الحرب الأهلية السورية، وبالتالي نظام الأسد، وغني عن البيان أن التزام الولايات المتحدة بمثل هذا المسار ينبغي أن يكون واضحاً بما يكفي لردع الروس وثنيهم عن محاولة عرقلته، وهذا بدوره يتطلب نقل قطع عسكرية كافية إلى المنطقة حتى لا تنجذب روسيا أو إيران إلى تصعيد الخلاف إلى أزمة، كما سيتطلب من دون شك أن تكون القوات الأميركية على أهبة الاستعداد في حال قيامها بذلك.
إن أوباما ومستشاريه في البيت الأبيض كانوا غير مستعدين للذهاب في ذاك الاتجاه، ولذلك فإنهم قاوموا أي تحرك عسكري، بغض النظر عن الاستفزاز. ولكننا نأمل أن تكون إدارة ترامب مستعدة للخطوة المقبلة، وإذا كانت كذلك، فثمة فرصة حقيقية لوقف مسلسل الانسحاب الأميركي من العالم الذي بدأه أوباما. ولا شك أن من شأن رد أميركي حازم في سوريا أن يؤكد لأمثال بوتين، وشي جين بينغ، وآية الله علي خامنئي، وكيم جونغ أون، أن عهد التراخي الأميركي قد ولى.
*زميل مؤسسة بروكينجز في واشنطن
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
========================
 
واشنطن بوست :أوهام المناطق الآمنة بسوريا
 
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=93813
 
تاريخ النشر: الأربعاء 12 أبريل 2017
عندما تتسلق سلسلة الجبال المجاورة لقرية «سريبرينيتشا» الواقعة، أقصى شرق جمهورية البوسنة والهرسك، سوف تقع على غابات تختلط فيها أشجار السنديان والبلوط والتنّوب وبقية أنواع الصنوبريات. هذه هي البيئة الخضراء التي لجأت إليها «فاطمة دوتبازيتش كليمبيتش»، الناشطة البريطانية التي تطوعت للمساهمة في الأعمال الإنسانية عام 1995 عندما استطاعت النجاة من المذبحة المروّعة التي كانت تحدث قريباً من القرية. وهي تروي لنا تلك القصة المؤلمة فتقول: «عندما كنا نتسلق الجبال، لم نكن ندري مَن بقي من السكان على قيد الحياة، ومَن وقع في الأسر، وما الذي يحدث لأي إنسان. لقد كان شبح الموت يخيّم على القرية كلها. وكنا نشاهد الدماء والأعضاء البشرية المنفصلة عن أجسادها تتناثر في كل مكان».
وعرفت فاطمة فيما بعد أن أكثر من 8 آلاف مسلم بوسني، بينهم نساء وأطفال، لقوا حتفهم. أما الفتيات فكنّ يتعرضن للاغتصاب قبل قتلهن. وكان كل ذلك يحدث على مرأى ومسمع من قوات الحماية التابعة للأمم المتحدة داخل ما يسمى «المنطقة الآمنة»!
وكانت «سريبرينيتشا» واحدة فحسب من «ست مناطق آمنة» مشابهة أقيمت في البوسنة عام 1993. ومنذ بداية إنشائها، وصف الخبراء في شؤون البلقان تلك الخطة بأنها ليست إلا «مهزلة»، وأوضحوا أن تلك «المناطق الآمنة» ليست سوى معسكرات لحشر النازحين، والذين تعرضوا خلال ذلك لمجاعة قاسية جرّاء عدم تموينهم بالمساعدات، وكانت التجمعات مكتظة بنازحين عُزّل من السلاح، ويفتقدون الحماية. وقال ضابط أميركي ضمن قوات حفظ السلام التابعة لـ«الناتو» في حديث مع صحيفة «نيويورك تايمز»، إن تلك القوات لم تكن سوى جمهور من المتفرجين على المذبحة. وعندما طلب أمين عام الأمم المتحدة، بطرس غالي، إرسال 37 ألفاً من قوات حفظ السلام لحماية ما تبقى من البوسنيين داخل «المناطق الآمنة»، لم يوافق مجلس الأمن إلا على إرسال 7600 جندي، وهي قوة أضعف بكثير من أن تتمكن من إيقاف المذبحة.
وسبق أن أقيمت «مناطق آمنة» مشابهة في العراق عام 1991، وفي رواندا عام 1994، لكن أياً منها لم يحقق الهدف المطلوب باتفاق آراء الخبراء. والآن، نحن أمام فكرة مشابهة بإقامة مثل تلك المناطق في سوريا بعد أن بدأت إدارة ترامب بتسويقها مؤخراً.
وفي شهر يناير الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه «عازم عزماً أكيداً على إقامة مناطق آمنة في سوريا». وهي خطة رأى فيها بعض مستشاريه طريقة سهلة لاحتواء عدد أكبر من النازحين للتخفيف من أعداد اللاجئين إلى الولايات المتحدة استناداً إلى المبدأ القائل: (لو بقي السوريون «آمنين» داخل وطنهم، فلا حاجة بهم للقدوم إلينا). وبعد ذلك، وبتاريخ 22 مارس، قال وزير الخارجية ريكس تيلرسون، إن الولايات المتحدة تعتزم إنشاء «مناطق مستقرة مؤقتة» في سوريا.
وتحدث «كريس بويان»، الناطق باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين، عن الوضع في سوريا، وقال: «إنه هشّ للغاية، وليس من السهل إقامة مناطق آمنة هناك». وشرح قوله هذا بالإشارة إلى أن ذلك يحتاج لتأمين خدمات أساسية، مثل الماء والغذاء وأنظمة الصرف الصحي والرعاية الصحية، وكلها من الموارد والخدمات التي دمرت الحربُ بنياتها التحتية الأساسية. ورغم أن «بويان» مهتم جداً بأي خطة يمكن أن تساهم بإنقاذ حياة النازحين، فقد أشار إلى أن الوضع في أماكن الصراع في سوريا يمكن أن يكون «خطيراً للغاية»، وإلى أن أي وضع قائم على الأرض يمكن أن يتغير بين لحظة وأخرى. ووضح هذه النقطة أكثر عندما قال: «خلال فترة قصيرة جداً من الزمن، يمكن للأماكن التي توصف بأنها آمنة أن تتحول إلى مناطق خطيرة».
وعلينا أن نتذكر أن سوريا هي المكان الذي أصبحت فيه قواعد الحرب وقوانينها مؤجلة حتى إشعار آخر. ودليل ذلك أن عربات الصليب الأحمر والمستشفيات والصحفيين أصبحت كلها أهدافاً لبعض القوات المتحاربة. ويكون من العسير أن نتخيل كيف يمكن خلق منطقة لإيواء النازحين داخل سوريا بحيث لا يمكن لأحد أن يعتدي عليها.
وإذا رفض النظام السوري الموافقة على إنشاء مثل هذه المناطق، فسوف تكون هناك حاجة لقرار من مجلس الأمن لفرضها بالقوة، وهذا ما لن توافق عليه روسيا والصين. وفي عام 2015، قال أنتونيو غوتيريس الذي كان يرأس وكالة الأمم الأمم المتحدة لغوث اللاجئين، وهو الآن الأمين العام للأمم المتحدة: «إن الأوضاع المعقدة في سوريا تجعل من الصعب جداً إقامة منطقة يمكن وصفها بأنها آمنة تماماً، ويمكنها أن تسهّل مهمتنا».
وقال «بيل فريليك» مدير برنامج حماية حقوق اللاجئين في منظمة حقوق الإنسان: «يبدو أننا بصدد نوع من التفكير الواهم وغير الواقعي عندما نرى الرئيس ترامب وهو يعرض فكرته ويرددها في مناسبات عديدة، وقد قذف بها مؤخراً إلى أيدي كبار العسكريين حتى يرى كيف يمكنهم تنفيذ هذه الخطة الناقصة».
لورين وولف
كاتبة وصحفية أميركية حائزة جائزة «فرانك أوكبيرج» عام 2012
ينشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن بوست وبلومبرج نيوز سيرفس"
========================
 
نيويورك تايمز :ضربة سوريا أعادت المصداقية لأميركا
 
http://aawsat.com/home/article/900226/توم-كوتون/ضربة-سوريا-أعادت-المصداقية-لأميركا
 
بعدما هاجم الرئيس السوري بشار الأسد من جديد أبناء شعبه بغاز سام، سادت جنبات العالم المتحضر حالة من الصدمة والفزع حيال بشاعة صور الأطفال الذين يتلوون ألماً، ويختنقون حتى الموت.
من جانبه، أعرب الرئيس ترمب عن غضب مبرر حيال ذلك خلال مؤتمره الصحافي الذي عقده الأربعاء الماضي، وفي اليوم التالي سارع لاتخاذ إجراء حاسم ضد نظام الأسد غير الشرعي. إلا أنه في الحقيقة، أنجزت هذه الضربة ما هو أكبر من مجرد معاقبة الأسد وردع هجمات مستقبلية مشابهة - لقد قطعت شوطاً طويلاً نحو استعادة مصداقيتنا على مستوى العالم التي تضررت بشدة.
ليس من قبيل المبالغة القول بأن مكانة الولايات المتحدة تقهقرت بشدة، جراء إخفاق الرئيس باراك أوباما في فرض «الخط الأحمر» الذي أقره بنفسه ضد استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية عام 2013، في الواقع، لقد كنت واحداً من أعضاء الكونغرس الجمهوريين القلائل الذين أيدوا توجيه ضربات ضد سوريا في ذلك الوقت. وسمعت تصريحات من العشرات من قيادات العالم يعربون خلالها عن شكوكهم حيال الالتزامات الأمنية الأميركية.
لم يكن رفض أوباما التحرك فوراً ما قوض مصداقيتنا، وإنما كذلك ورقة التوت التي جرى استخدامها في تبرير عدم الفعل - والتي تمثلت في اتفاق مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية، الذي انتهكته سوريا وروسيا بوضوح منذ اللحظات الأولى. ومع ذلك، استمر مسؤولو إدارة أوباما في الاحتفاء بالاتفاق باعتباره نصراً.
وتنبغي الإشارة كذلك إلى أن أوباما تراجع جزئياً بسبب رغبته الملحة في إبرام اتفاق نووي مع الراعي الرسمي للأسد، إيران. إلا أن الضعف الذي أبداه إزاء سوريا زاد إيران جرأة.
وفي ليلة واحدة، قلب الرئيس ترمب الطاولة، وأظهر للعالم أنه عندما تطلق الولايات المتحدة تحذيراً، فإنها ستدعم كلماتها بأفعال. ولم يكن ثمة تقلقل ما بين الوقوف ساكناً أو شن غزو بري كاسح، ولا ثمة تردد لعقد مشاورات مع آخرين لا يملكون القوة اللازمة للتحرك. لقد أعرب الرئيس الأميركي عن رفضه، وخاض الإجراءات المناسبة والسرية داخل مجلس الأمن الوطني، ثم شن ضربة انتقامية مستحقة منذ سنوات مضت.
والآن، أصبح العالم كله مدركاً أن الرئيس ترمب لا يشارك سلفه تردده في استخدام القوة. ولذلك، احتشدت الدول من مختلف أرجاء العالم إلى جانبنا، بينما كانت روسيا وإيران من الدول القلائل التي نددت بالهجوم.
إن افتقار أوباما للمصداقية كان واحداً من الأسباب وراء اتخاذ أميركا موقف المتفرج المعزول، بينما أخذت روسيا وإيران زمام المبادرة خلال مؤتمرات السلام الأخيرة المعنية بسوريا. كما أن ذلك هو السبب وراء اقتناص إيران شروطاً جيدة منا في المفاوضات النووية ووقوف كوريا الشمالية أمامنا موقف التحدي لسنوات.
ومع استعادتنا مصداقيتنا، يمكن للولايات المتحدة التصدي للجرائم التي تقترف بمختلف أرجاء العالم. في سوريا، يدرك الأسد أننا نملك صواريخ «توماهوك» تفوق عدد القواعد الجوية لديه. وكذلك الحال مع أنصاره في موسكو وطهران.
علاوة على ذلك، فإن قيادات طهران لا بد أنهم يتساءلون الآن حول مخاطر «الإنذار» الذي وجهه إليهم الرئيس ترمب في وقت سابق من العام، خاصة أنه من المعروف أن وزير الدفاع جيمس ماتيس ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) مايك بومبيو يعتبران من الصقور فيما يخص التعامل مع طهران. وإذا كانا قد اقترحا اتخاذ إجراء حاسم في سوريا، فإن على آيات الله القلق إزاء إمكانية أن يصبحوا الهدف التالي.
وأخيراً، تلقت المكانة الجيو - استراتيجية لروسيا صفعة موجعة، ذلك أن بوتين بدا عاجزاً عن حماية عميله في دمشق. والآن، لا تملك روسيا خيارات سوى التنديد بكلمات جوفاء أو التصعيد نيابة عن دولة منبوذة عالمياً، الأمر الذي يحمل مخاطرة استثارة مزيد من الإجراءات الأميركية. وبعد سنوات من العدوان الروسي الذي قوبل بكلمات أميركية بلا معنى، يجد بوتين مصداقيته على المحك. واليوم، أصبح باستطاعة ترمب على جميع الأصعدة الضغط لتحقيق مصالحنا وحمايتها عبر دبلوماسية قوية مدعومة بمصداقية أميركية جرت استعادتها أخيراً. والآن، تذكر الأصدقاء والأعداء على حد سواء أن الولايات المتحدة لا تملك قوة لا تضاهيها قوة أخرى على وجه الأرض فحسب، وإنما أيضاً ستقدم على استغلال هذه القوة من جديد لحماية مصالحها وتطلعاتها وحلفائها.
* توم كوتون - سيناتور جمهوري عن ولاية أركنساس
خدمة «نيويورك تايمز»
========================
 
نيويورك تايمز: الكل تحدث عن سوريا.. لكن أين ترامب؟ الحرب السورية
 
http://www.masrawy.com/News/News_Press/details/2017/4/11/1059370/نيويورك-تايمز-الكل-تحدث-عن-سوريا-لكن-أين-ترامب-
 
كتبت- هدى الشيمي:
بعد توجيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأمر الجيش الأمريكي بشن ضربة صاروخية على قاعدة "الشعيرات" السورية، خرج كثيرون من إداراته يعلقون ويدلون بآرائهم حول سياسة التدخل في سوريا، إلا أن صوت واحد لم يُسمع، وهو صوت ترامب نفسه، بحسب ما جاء في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
ذكرت الصحيفة، على موقعها الإلكتروني، الاثنين، أن عددا من المسؤولين الأمريكيين أكدوا أن أمريكا لن تتدخل في الحرب السورية، إلا في حالة استخدام الأسلحة الكيمياوية، أو في أي وقت تقتل فيه حكومة الأسد الأبرياء.
وأشار بعض المسؤولين الأمريكيين إلى أنهم سيدفعون تجاه الإطاحة ببشار الأسد، وقال آخرون إنهم سيتدخلون فقط من أجل هزيمة تنظيم داعش، وأن الهدف من تدخل أمريكا في سوريا هو مكافحة الإرهاب، في حين لفت آخرون إلى أن الإدارة الأمريكية عليها القضاء على الكارثة الإنسانية التي تحدث هناك واستعادة الاستقرار.
ونقلت الصحيفة تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، في زيارته لإيطاليا في اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الصناعية، من أجل الضغط على روسيا لقطع علاقتها ببشار الأسد.
وقال تيلرسون نحاول تكريس أنفسنا لمحاسبة أي شخص يرتكب جرائم ضد الأبرياء في أي مكان بالعالم.
وبعد ساعات من تصريحات تيلرسون، قال شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض في مؤتمر صحفي، إن ترامب لن يتخذ اجراءات عنيفا مع الأسد في حالة استخدامه لأسلحة كيميائية فقط، ولكن أيضا إذا ارتكب أعمال منافية للإنسانية باستخدام الأسلحة والذخائر التقليدية.
وأضاف : "إذا ألقيت قنابل الغاز على الأطفال، أو براميل متفجرة على الأبرياء، أظن أنك سترى رد فعل من الرئيس".
وترى الصحيفة أن استجابة ترامب لأي كارثة أو اعتداء انساني يحدث في سوريا أو في أي منطقة أخرى بالعالم، يعد ابتعادا عن السياسة التي تبناها منذ ظهوره على الساحة السياسية، وهي "أمريكا أولا".
ويرى محللون أن تيلرسون سبايسر لم يفهما بوضوح عواقب التصريحات التي أدلوا بها، فعلى عكس الأسلحة الكيمياوية، فإن قنابل الغاز، والبراميل المتفجرة تستخدم منذ بدء الحرب السورية، ووفقا للشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإن الحكومة أسقطت 495 برميلا متفجرا في مارس فقط، ووصل عدد البراميل المُلقاة على الأراضي السورية إلى 12.958 في عام 2016.
وبحسب الصحيفة، فإنه في نهاية يوم الاثنين، خافت الإدارة الأمريكية من أن تكون رسمت خطا أحمر جديد في علاقتها بالأزمة السورية، فنشر المسؤولون بيانا وأرسلوه عبر البريد الإلكتروني لعدد من الصحفيين والمراسلين، يقول إن "الرئيس الأمريكي شن الهجمة العسكرية على نظام بشار الأسد ردا على استخدامه الأسلحة الكيماوية، وأنه سيكرر الهجوم في حالة استخدامها مرة أخرى".
ولفتت الصحيفة إلى ازدياد الارتباك حول تدخل الإدارة الأمريكية في الأزمة السورية، بعد نشر وكالة الأسوشيتد برس تصريحات لمسؤول أمريكي دون الإفصاح عن هويته، يؤكد أن روسيا علمت بالهجمات قبل تنفيذها.
ووسط كل هذه الحيرة والإشارات الضخمة، تقول الصحيفة إن ترامب لم يخرج لتفسير ماذا سيفعل بعد إطلاق صواريخ "توماهوك" من المدمرتين الأمريكيتين على القاعدة العسكرية السورية.
وفي الوقت الذي كان مستشاروه والمسؤولون في إداراته يناقشون وجهات نظر مختلفة، لم يتحدث الرئيس الأمريكي عن الحرب السورية علنا منذ شن الهجوم الصاروخي فجر الجمعة الماضي.
ووسط سيل التغريدات اليومية التي يدونها على حسابه بموقع تويتر، تقول الصحيفة إنه تجنب التحدث عن الهجمة الصاروخية، أو التدخل في سوريا.
واكتفى ترامب بكتابة تغريدة واحدة، وصفتها الصحيفة بالموضوعية، وكانت للرد على الانتقادات التي وجهت له، لعدم شنّه هجمات على مدرجات الطائرات، وقال :"السبب الوحيد لعدم استهداف المدرجات هو أنها سهلة ورخيصة ويمكن إصلاحها بسهولة".
وتقول الصحيفة إن الهجمة الصاروخية تركت قادة العالم وصنّاع القرار في الولايات المتحدة يفكرون في الاستراتيجية الجديدة التي ستتبعها أمريكا تجاه حكومة الأسد، إذ أنها لأول مرة تقوم برد فعل مباشر تجاه حكومة الأسد منذ بداية الحرب الأهلية.
========================
 
واشنطن بوست: أمريكا تخير روسيا.. نحن أو الأسد
 
http://sdusyria.org/?p=52548
 
طالب عدد من مسؤولي إدارة البيت الأبيض، موسكو بوقف دعمها لرئيس النظام في سوريا بشار الأسد أو مواجهة المزيد من تدهور العلاقات مع واشنطن، بحسب ما نقلته صحيفة الواشنطن بوست.
وفي إشارة إلى المحادثات التي سيجريها وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلسون في موسكو هذا الأسبوع، قال مسؤولون أمريكيون إن روسيا التي تدعم الأسد، تتحمل جزءاً من مسؤولية الهجوم الكيماوي الذي وقع الثلاثاء الماضي 4 أبريل/نيسان على “خان شيخون” في مدينة إدلب.
وزير الخارجية الأمريكي، قال في مقابلة مع قناة “إي بي سي”، إنه يأمل أن تعيد روسيا حساباتها، وتفكر في جدوى تحالفها مع الأسد؛ لأن كل هجمة من هذه الهجمات المروعة التي وقعت تتحمل روسيا جزءاً منها.
وأضافت الصحيفة، أنه على الرغم من عدم توافر أي دليل يربط روسيا مباشرة بالهجمات الكيماوية التي وقعت مؤخراً، فإن مستشار الأمن القومي الأمريكي ماكماستر، قال إنه يتعين ممارسة المزيد من الضغط على روسيا، خاصة أن موسكو كانت قد وضعت طائراتها الحربية ومنظومتها الدفاعية في خدمة النظام السوري منذ عام 2015.
وتابع: “ما علينا فعله، هو أن نسأل روسيا كيف يمكن أن يكون لديكم مستشارون في هذا المطار، ولا تعلمون أن القوات الجوية السورية تعد وتنفذ لعملية قتل جماعي بواسطة أسلحة كيماوية”.
المطالبات الأمريكية لروسيا بوقف دعمها للأسد، تأتي قبيل زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى موسكو؛ في محاولة على ما يبدو للضغط على موسكو للتخلي عن الأسد، بحسب الواشنطن بوست.
وبيّنت الصحيفة أن التداعيات الناجمة عن استخدام نظام بشار الأسد، السلاح الكيماوي ضد المدنيين، بالإضافة إلى الضربة الصاروخية الأمريكية، التي جاءت رداً على ذلك الهجوم، تضع العلاقات الأمريكية-الروسية على المحك، وتنزل بها إلى أدنى مستوياتها منذ عقود، خاصة مع أسباب سابقة أخرى، تمثلت في التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، ودعم موسكو للانفصاليين في أوكرانيا، وهو الأمر الذي دفع بواشنطن وحلفائها في أوروبا إلى فرض عقوبات اقتصادية على موسكو.
وأشارت الواشنطن بوست إلى أن موسكو كانت تأمل أن تتحسن العلاقات مع واشنطن في ظل إدارة الرئيس ترامب، الذي أعرب أكثر من مرة عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالإضافة إلى تعيين ريكس تيلرسون وزيراً للخارجية، وهو القادم من شركة إكسون موبيل، وعلاقتها العميقة مع عملاق النفط الروسي، شركة روزنيفت، التي تسيطر على مقدرات الطاقة في روسيا، لكن بعد 11 أسبوعاً من رئاسة ترامب، انخفضت التوقعات بشكل كبير.
وكان وزير الخارجية الأمريكي ومندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة، نيكي هالي، قد أثارا شكوكاً حول شرعية الأسد، حيث أكدت المندوبة الأمريكية أن الاضطربات في سوريا لن تنتهي إلا برحيل بشار الأسد.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي أن بشار الأسد وفي كل مرة يقوض شرعيته، مبيناً أن موضوع بقاء الأسد أو رحيله أمر ستعمل عليه واشنطن مع حلفائها.
وأكد الوزير الأمريكي أنه لا يعتقد أن الروس يرغبون في تأزيم العلاقات مع أمريكا، لكن الأمر قد يستغرق بعض الوقت.
العديد من المحللين، بحسب الواشنطن بوست، اعتبروا استخدام بشار الأسد السلاح الكيماوي مَثّل إهانة لبوتين ولروسيا التي تعهدت سابقاً بضمان التخلص من هذا النوع من الأسلحة، الأمر الذي يمكن أن يعطي الوزير الأمريكي، الذي سيزور موسكو هذا الأسبوع، المزيد من القدرة على المناورة في نقاشاته مع الروس.
ترجمة: الخليج اونلاين
========================
 
واشنطن بوست" تكشف أدلّة على مشاركة روسيا بهجوم السارين بإدلب
 
http://klj.onl/Z1XH2Oy
 
a a
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن أدلّة أمريكية جديدة تُثبت اشتراك روسيا بالهجوم الكيماوي الذي شنّه النظام السوري على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب، في خطوة وصفتها الصحيفة بـ "غير الاعتيادية".
ووفقاً لتقييم استخباري أمريكي، فإن الهجوم الذي وقع في الرابع من أبريل/نيسان الماضي، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 100 شخص، إضافة إلى تصاعد التوتّر السريع بين روسيا وأمريكا، أشار إلى وجود اتصالات جوية تؤكّد تورّط روسيا بالهجوم، الأمر الذي يضعف كثيراً من احتمالات تقارب أمريكا مع روسيا قريباً، بحسب الصحيفة.
وفي التفاصيل التي أشارت إليها الصحيفة الأمريكية، فإنه تم رصد محادثات جوية بين طائرة روسية وأخرى سورية، حيث قامت واحدة منهما بإلقاء غاز الأعصاب على البلدة.
مسؤولون أمريكيون تحدثوا للصحيفة، شريطة عدم كشف هوياتهم، قالوا إن نتائج التقييم الاستخباري، والمراقبة الأمريكية التي تعقّبت الطائرة التي ألقت الغاز على بلدة خان شيخون، تظهر أن الطائرة أقلعت من مطار قرب حمص (وسط سوريا)، وقامت بإلقاء حمولتها من الغاز فوق البلدة، مؤكدين وصول عناصر مرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيماوية إلى قاعدة الشعيرات قبل أيام من وقوع الهجوم.
واعتبر مسؤولون أمريكيون أن وصول ضباط روس إلى قاعدة الشعيرات قبيل موعد الهجوم لا يبدو أنه كان "عبثياً"، في إشارة إلى علم روسيا بالهجوم وبموعده.
وأوضح مسؤول أمريكي تحدّث للصحيفة، أن "الأمر يستحقّ أن يُسأل الروس كيف لقوات خاصة بهم أن توجد بالقاعدة ومع القوات التي نفّذت الهجوم الكيماوي قبل موعد الهجوم؟".
وانتقد مسؤولون أمريكيون تصرّفات روسيا، معتبرين أن "ما تقوم به من محاولة تضليل الرأي العام، والدفاع عن نظام الأسد بهذا الشكل، يوحي بأن لدى موسكو ما تحاول أن تخفيه".
كما نفى المسؤولون الأمريكيون للصحيفة، صحّة التقارير الروسية التي تحدثت عن قصف طائرات النظام لمستودع أسلحة كيماوية تابع للمعارضة السورية، أو ما وصفتهم بـ "المتطرفين" في البلدة.
ويأتي الموقف العدائي المتزايد تجاه روسيا بعد أقل من أسبوع من قيام الإدارة الأمريكية بإطلاق وابل من الضربات الصاروخية على مطار الشعيرات، الذي انطلقت منه الطائرات التي قصفت خان شيخون؛ رداً على الهجوم الكيماوي.
وكان المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، أكد في مؤتمر صحفي، مساء الثلاثاء 11 أبريل/نيسان، أن الدلائل والمؤشرات كافة تؤكد أن النظام السوري هو المسؤول عن استخدام غاز السارين في الهجوم الذي استهدف بلدة خان شيخون، في الرابع من الشهر الجاري، مؤكداً عدم وجود صلة بين المعارضة السورية أو "المتطرفين" في الهجوم.
وطالب سبايسر روسيا بأن تعيد التفكير بدعمها للنظام السوري، محذراً من أن "بلاده ستكون قاسية جداً، وأن على روسيا الوفاء بالتزاماتها التي قطعتها على نفسها".
تصريحات المتحدث باسم البيت الأبيض جاءت متزامنة مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، إلى موسكو، الذي من المتوقع أن يمارس خلالها مزيداً من الضغط لدفع روسيا إلى الاختيار بين الغرب أو النظام في سوريا.
كما جاءت قبيل مؤتمر صحفي لوزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس، الذي أكد أنه "راجع التقييم الاستخباري بنفسه، ولا شك أن النظام السوري هو المسؤول عن قرار الهجوم بنفسه".
إلا أن الوزير الأمريكي قال إن بلاده لم تتوصل إلى الآن، إلى دليل قاطع فيما إذا كانت روسيا على علم بالهجوم قبل موعده المحدد أم لا؟.
========================